وزير تبويس الشوارب يعلن الحرب على امريكا – خطيب بدلة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 20 septembre 2013

امتلأت نفوس السوريين إعجاباً برئيسهم الذي كان شاباً قبل ثلاث عشر سنة – ثم أصبح في سن النضج عند حيطان الخمسين- الدكتور بشار الأسد حينما رأوه يتحدث على قناة (روسيا 24)، ويشوبر بأصابع يديه – دلالة على حيويته الزائدة وديناميكيته ربما- ويقول، من دون تردد، أو تلكؤ، أو لعثمة، أو مواربة، إنه سيتخلى عن السلاح الكيماوي الذي تمتلكه سوريا المُمَانِعَة استجابة للمبادرة الروسية، وليس خوفاً من أمريكا!..
والحقيقة التي يعرفها السوريون قبل غيرهم هي أن الروس، هم الآخرين، ليسوا خائفين من تهديدات أميركا!! وأن مجيء مبادرتهم التي توعز للقيادة السورية الحكيمة بأن تتخلى سلاحها الكيماوي (من فم ساكت) بعد التهديدات الأمريكية مباشرةً هو من قبيل المصادفة (البحتة)!.. أو ربما المصادفة (المحضة)!
الأمر جاء مصادفةً بالفعل، لأن روسيا – مثلها مثل الرئيس بشار الأسد- لا تخاف من أمريكا، ولا تكتال بكيلها، والدليل على ذلك ستجدونه فيما يلي:
لقد توصل الإعلامي الساخر نديم قطيش في برنامجه الفكاهي (DNA) إلى أن العدوان على سوريا قد ابتدأ، ولكنه فشل، وتنفث، وأخفق، وأحُبط.. والدليل على ذلك أن السيد الدكتور علي حيدر، وزير المصالحة الوطنية الذي يُعْرَفُ في الأوساط الشعبية السورية باسم (وزير تبويس الشوارب على المسك)، قال في مقابلة دراماتيكية أجرتها معه قناة ‘الجديد نيو تي في’ بالحرف الواحد إن الصاروخين اللذين أطلقتهما أمريكا إيذاناً ببدء عدوانها على سوريا قد أَسقطتهما أمريكا نفسها! قبل أن يصلا إلى هدفهما! أو بلغة الكومبيوتر عملت لهما أمريكا (Delete)، لا لشيء إلا لأن وسائل الرصد الرادارية الروسية قد اكتشفتهما منذ لحظة إطلاقهما قبل ساعة من على بعد ثمانمئة كيلومتر.. وعلى ما يبدو أن وزير (الضَرْب)، يعني وزير الدفاع الأميركي اتصل، خلال هذه الساعة الرملية، بالرئيس الأميركي أوباما وقال له (يا سيدي دير بالك، ترى الروس كشفونا!)، فقال له: يستر على عرضك يا هيجل، اعمل للصاروخين (Delete)، ولا تجعلنا نصطدم مع الروس!

ابنة فرانسوا أولاند تحتج

غير أن اللقطة البارعة، اللقطة (اللي هيّ- على قولة إخوتنا المصريين)، أو ضربة المعلم.. جاءت هذه المرة من الرفيق الدكتور ناصر قنديل الذي استضافته الإخبارية السورية فور إعلان النصر السوري الشجاع على الجانب الأمريكي المتخاذل.
قال ‘قنديل’ ما معناه إن اللعبة كلها، يا مرحوم الوالدين، تتعلق بمكافحة الإرهاب! واليوم أقلع أعضاءُ مجالس الشعوب، وأعضاء مجالس الشيوخ، وأعضاء البرلمانات، وأعضاء الكونجرسات عن تأييد رؤسائهم المتآمرين، القَتَلَة، المستبدين في توجيه ضربة عدوانية للقسم السوري من هيئة الممانعة، بسبب الإرهاب.. يعني بكرا (بالفصحى: غداً) يقول السيناتور النائب لرئيسه: برافو برافو للرئيس بشار الأسد، عم يقتل الإرهابيين اللي حضرتك تدعمهم ضده؟.. وتزقف (أي: تصفق) ابنة فرانسوا أولاند وتقول لأبيها: شفت يا بيي؟ شفت عمو حسن شو عمل بالإرهابية؟ يسأله المذيع: عفواً أستاذ ناصر، مين عمو حسن؟ فيقول: ولو يا عمي.. السيد حسن نصر الله!

مسؤولون هردبشت

على قناة سما الشام يلتقط المحلل الاستراتيجي الكبير الدكتور طالب ابراهيم سر الانتصار التاريخي الذي حققه محور الممانعة على أمريكا قائلاً مع ابتسامة تغلبه فتكاد أن تتحول إلى ضحكة مقهقهة:
أي لكان عمي لكان.. أقل من ثلاثة آلاف بطل من أبطال حزب الله أذاقوا أمريكا وإسرائيل الويل والثبور، وعظائم الأمور، وأجلسوا قسماً من أهلها في القبور، في سنة 2006، بقى بدهم يعلقوا على جبهة ممتدة من بيروت إلى دمشق إلى بغداد إلى طهران وربما إلى القاهرة.. معليشي يعني المفروض كل واحد يعرف حجمه!
ويلاحظ الدكتور طالب في المقابلة ذاتها أن المسؤولين الكبار في أمريكا وبريطانيا لم يكونوا (ثقيلين) على مدى العشرين سنة الماضيات، إنهم، بصراحة، مسؤولون خفاف.. وبالحرف الواحد: عقولهم خفيفة!

وئام وهاب ولعنة بشار الأسد

أنبأنا السياسي اللبناني الظريف، ذو الوجه البسام، الممتلىء بالحبور، النشوان- على حد تعبير وديع الصافي- بخمر العافية ‘وئام وهاب’ بأمر لا يمكن أن يخطر في بال ابن امرأة، سواء أكان أنسياً أو جنياً، ذكراً أو أنثى، تتلخص بوجود شيء اسمه: ‘سحر بشار الأسد’، أو ‘لعنة بشار الأسد’..
كان ذلك، قبل مدة قريبة، حينما استضافته قناة ‘توب نيوز′ التي يمتلكها الإعلامي الدكتور ناصر قنديل المتخصص برصد العمليات اللوجستية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
سألته المذيعة:
عفواً أستاذ وئام.. ماذا الذي تقصده حضرتُك بـ(لعنة بشار الأسد)؟
قال: كل مَنْ سولت له نفسه الأمَّارةُ بالسوء فدنا، أو اقترب، أو لمس، أو حكى بضع كلمات زاحلات بحق الرئيس المفدى بشار الأسد يحترق.. وها هي الوقائع ماثلة أمامنا على الأرض.. لقد احترق شانئوه جميعاً.
دهشت المذيعة، وقالت: الله الله.. كيف يعني استاذ وئام؟ هل من الممكن أن تضرب لنا أمثلة على ذلك؟
قال، بلهجة الواثق، مع ابتسامة وسيمة:
طبعاً طبعاً، وَلَوْ. أنا الذي يضرب لك الأمثلة. حمد بن جاسم آل ثاني، وزير خارجية قطر، قاد الحملة المسعورة ضد سيادة الرئيس بشار في الجامعة العربية، وفي الأمم المتحدة، ومَوَّل الإرهابيين، (يقصد بالإرهابيين: السوريين الذين لا يوالون سيادة الرئيس بشار الأسد)، واحتضن ائتلاف التآمر والخيانة، ائتلاف الدوحة.. أين هو حمد الآن؟ هوب.. طار!..
قالت المذيعة وقد انبهرت: والله صحيح.
تابع وئام بيك وهاب، مع توسيع نطاق الابتسامة: محمد مرسي، رئيس أكبر دولة عربية، بقي ساكتاً من وقت ما ابتدأت المؤامرة الكونية على دولة الصمود والتصدي والممانعة سورية، لا ينبس ببنت شفة.. وفجأة لعبت بعقله بريطانيا وأمريكا وفرنسا وبعض الدول العربية المتآمرة، فألقى خطبة عصماء أعلن فيها دعمه لما يسمى بـ(الشعب السوري)، وأمر بإغلاق السفارة السورية في القاهرة وسحب سفير مصر من قلعة الصمود والتصدي دمشق.. المهم، صلى مرسي العشاء، وبيت استخارة، ونام، فاق، وجد نفسه مخلوعاً لا يكتال أحد بكيله، ليس هو وحده، بل كل أنصاره وأتباعه ومنحبكجيته طلع لهم السيسي وأرسلهم جميعاً باتجاه (خبر كان)..
الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية، أين هو؟
استغربت المذيعة هذا الكلام، واعتقدت أنها ألقت القبض على المنحبكجي الظريف وئام وهاب متلبساً بالجرم المشهود، فقالت له:
وقف عندك أستاذ وئام!.. سعود الفيصل حي يرزق، وهو الآن قائم على رأس عمله وزيراً للمملكة العربية السعودية.
لم يرتبك وئام بيك من هذا السؤال المشاكس، بل على العكس، ازدادت ثقته بنفسه (الطاق طاقين وقال لها): عندي معلومات مؤكدة تنص على أنه سيطير خلال فترة وجيزة.. ورجب طيب أردوغان سيلحق به قريباً، وكذلك أحمد داود أوغلو.. ولا تنسي أن فرنسا ستشهد انتخابات قريبة، وسوف يطير بموجبها فرنسوا أولاند، ومعه لوران فابيوس..
قياساً على هذا الحديث أرجو من الإخوة القراء أن يترقبوا وصول أوباما وكيري وماكين.. إلى حيثُ ألقت رحلها أمُّ قَشْعَمِ!!.. متأثرين بـ (لعنة بشار الأسد)..