وقف إطلاق النار في سورية، ماذا بعد؟ – مانيا الخطيب

Article  •  Publié sur Souria Houria le 31 décembre 2016

وقف إطلاق النار في سورية، ماذا بعد؟

يحق لأهل سورية الذين ابتليوا بنظام حكم مجرم، وبنخب سياسية معطوبة ومختلة، أن يبدأوا مرحلة جديدة يهدأ فيها صوت الرصاص، بعد كل الأثمان التي دفعوها.اليوم نحن في لحظة مفصلية، دفعت سورية وأهلها دماء آلاف من الشهداء من خيرة أبنائها.

ست سنوات منذ بدء هذا الزلزال السياسي الذي أنجز حتى الآن ما لم يكن يخطر لنا على بال. فهمنا أمور لم نكن نحلم أن نكتشفها. ولكن ماذا بعد هذا الثمن المهول؟ وماذا بعد هذا الفهم؟ وهل يمكن لهذه الضريبة المهولة، ولهذا الحقائق الثمينة التي نطل عليها أن تكون ضمان للاستفادة منها في المرحلة القادمة؟ وماهي ملامح المرحلة القادمة؟

أهم نقطة يجب أن ننطلق منها هو أن أهم ميزة على الإطلاق لهذه المرحلة أنها مرحلة عمل سياسي دقيق للغاية، يتطلب الجهد، القراءة، الاطلاع، الصبر، المثابرة، التواضع، النزاهة، الغيرية، النظر لهذه الكارثة أنها لاتحتمل أي نوع من الاستثمار السياسي الشخصي لأنها تجارة دماء، مرحلة يجب فيها الوقوف بدقة على الاستحقاقات الكبيرة جداً التي تنتظر كل إنسان سوري قادر على العمل، وقادر على الانخراط في عملية بناء الثقة الكافية حتى لو جزئياً للتقدم حتى لو بشكل بطيء إلى إنجاز أهم أهداف هذه المرحلة وهي إعادة بناء ذهنية العمل وبناء روح المواطنة والانتماء إلى الوطن الذي اسمه سورية.

ليست أمريكا ولا روسيا ولا إيران ولا السعودية ولا أي دولة في هذا العالم من تمنعنا من العمل المتواضع الدؤوب لترتيب ملفاتنا السورية الداخلية.ليست الإمبرالية والصهيونية العالمية من شرعنت ثقافة الفساد الإداري والنظام المخابراتي « الشعبي »، وحولت « الجيش العربي السوري » وضباطه إلى متعهدي بناء وزراعة وتجارة.ليست المحافل الماسونية العالمية هي التي تخطط لأن نمتنع عن القراءة والاطلاع وتثقيف أنفسنا، والاعتراف بالتخصص، وعدم الادعاء، وعدم تدقيق المعلومات والحقائق.

ليست أي من قوى الشر في العالم من جعلت الكوادر السورية السياسية المهترئة تقفز إلى واجهة العمل السياسي الثوري في سورية وتتحول إلى لعنة على الثورة .. الجهل مشكلة حتماً ولكن عدم الاعتراف به والعمل على معالجته في كارثة كبيرة مثلما هو في سورية، هو جريمة أخلاقية كبيرة لا علاج لها إلا بأن تبدأ الأجيال التي تنمو يوماً بعد يوم بمسح العار الذي احتاج إلى إلى ملحمة دامية لغسله.العمل كثير .. وللحديث بقية.

مانيا الخطيب

هلسنكي30.12.2016