اليوم من أجلك وغدا إليك يا سوريا الحرية

Article  •  Publié sur Souria Houria le 19 mai 2011

اليوم من أجلك وغدا إليك يا سوريا الحرية

هالة قضماني – خاص بسوريا حرية

أسابيع من الغليان قلبت حياة ومشاعر كل سوري أينما كان ومهما طال بعده وغيابه عن بلاده.

الشعلة التي أوقدها أطفال درعا يوم كتبوا اسم الحرية على الجدران أصبحت تلهب اليوم أفكار وعواطف كل من كان له يوما علاقة بسوريا. وقد أزاحت ستار اليأس والنسيان عن وطن كان مفقودا في ذهن مئات الآلاف من أبنائه المغتربين بما فيهم المستقرين والمستريحين جدا في غربتهم أو حتى منفاهم. بل أيقظت عند كل شاب وكل من تجدد شبابه بهذه المناسبة حماسة وإرادة وولع بالمشاركة في ولادة جديدة لحب قديم.

صار السوريون في كل مكان في العالم يتواصلون ويجتمعون ويناقشون ويتعرفون في كثير من الأحيان على بعضهم البعض لإيجاد وإنجاز ما يستطيعون أن يقوموا به من جهود واتصالات وتظاهرات ونشاطات من أجل فضح وإيقاف ما يتعرض له شعبهم من إجرام ومن أجل دعم مطالب الديمقراطية والحرية والكرامة.

استنفار يطال الجميع في كل أنحاء المهجر طالبا كان أم موظفا أم عاملا أم مهندسا أم طبيبا أم محاميا أم رجل أعمال أم كاتبا باحثا أم فنانا أم مبدعا يصبون ويضاعفون جهودهم اليوم كي يصبحون غدا على وطن يعتزون به بعد أن طالت حسرتهم عليه. فبرغم القلق من المأساة الحالية وصعوبات المرحلة القادمة سيأتي كل هؤلاء بقدراتهم و طاقاتهم وأموالهم ومواهبهم للنهوض ببلد يغتني من جديد بأبنائه الضائعين.

الحالة الاستثنائية هذه التي دخل فيها معظم السوريين في الخارج والتي وحدت اهتمامهم وشعورهم ودموعهم وآمالهم وجهودهم باتجاه مسار أهلهم في الداخل ويقظة بلادهم لا بد أن تتحول قريبا نحو مشاركة فعلية وفعالة ببناء دولة ديمقراطية حقيقية.

فكل من يتحرك اليوم من أجلك سيتحرك غدا نحوك يا سوريا الحرية.