أضعف الإيمان – اعترفوا بالمجلس السوري – داود الشريان
توحدت المعارضة السورية. أعلنت ولادة «المجلس الوطني السوري». أصبح للشعب السوري عنوان سياسي آخر، لكن العنوان الجديد لسورية يكتنفه غموض، وربما خلاف بين أطياف المعارضة. فموقف المجلس من التعامل مع الخارج، جاء عاماً، وربط العمل مع الحكومات بـ «مبدأ الاحترام المتبادل وصون المصالح الوطنية العليا، ورفض اي تدخل خارجي يمس السيادة الوطنية»، وهو ميّز بين التدخل والحماية. فهل هذا التمييز محاولة لامتصاص اعتراض بعضهم وتطمينه، أم هو رفض لتدخل منفرد محتمل، والتمسك بآليات الشرعية الدولية، في حال أصبح التدخل حتمياً؟
الإجابة عن هذا السؤال مرهونة بالوقت، وتطور الأحداث، وقدرة المجلس على التزام الوحدة التي أعلنها في بيانه الأول، فضلاً عن ان تفسير المقصد من التمييز بين التدخل والحماية، حديث في النيات. لكن المهم هنا ان بيان المجلس الوطني أشار في معرض حديثه عن التدخل الى انه يعمل مع كل الهيئات والحكومات، وهو وضع الحكومات العربية في مقدم الدول التي ينوي العمل معها، رغم ان المعارضة السورية خطت خطوات كثيرة بعيداً عن أي دور للدول العربية، والإشارة الجديدة في البيان إشارة مهمة يجب التوقف عندها، والترحيب بها في شكل عملي
لا شك في أن بعض الدول العربية تردد كثيراً، وما زال، في الوقوف صراحة مع الثورة السورية، باعتبار ان ليست هناك جهة واحدة تمثلها. وباستثناء المواقف الإعلامية، ما زال الموقف العربي الرسمي غير واضح. لكن الوضع تغيّر اليوم، وعلى هذه الدول حسم ترددها. فتأسيس مجلس وطني، يمثل سيادة الشعب السوري، ويعبّر عن إرادة كل القوى السياسية السورية، يتطلب تحركاً عربياً عاجلاً وموحداً، لاحتضان المجلس، وفتح العواصم العربية للتحركات السياسية للمعارضة السورية، واستقبال رئيس المجلس الوطني وممثليه، وإعطائه صفة في الجامعة العربية، تمهيداً للاعتراف الرسمي به كممثل للشعب السوري. والأهم ان تبدأ الدول العربية بالاعتراف بهذا المجلس قبل الدول الأخرى
الأكيد أن تردد العرب في احتضان المجلس الوطني السوري، سيجعل قضية التمييز بين التدخل والحماية، مجرد تعبير سياسي يفضي في النهاية الى النتيجة التي يخشاها السوريون، ويندم عليها العرب. اعترِفوا بالمجلس الوطني قبل أن تخطف التدخلات الأجنبية الثورة السورية
الحياة – الثلاثاء، 04 أكتوبر 2011
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/314398