لقاء سوريا حرية « زياد ماجد, هالة قضماني و روزا ياسين » عمر الأسعد
عمر الأسعد
ثلاثة كتب صدرت مؤخراً باللغة الفرنسية، كانت محور النقاش ضمن لقاء يوم الأحد 27 نيسان أبريل الذي تنظمه جمعية سوريا حرية، ويشرف عليه الناشر والكاتب السوري فاروق مردم بيك
قدم مردم بيك في عرض موجز الكتب الثلاثة وهي « سوريا الثورة اليتيمة لزياد ماجد »، « سوريا الموعودة لهالة قضماني »، « حراس الهواء لروزا ياسين حسن »
من جهته استعرض الكاتب والأكاديمي اللبناني زياد ماجد فصول كتابه « سوريا الثورة اليتيمة »، محاولاً التعريف بأوجه الثورة السورية وتقلب مراحلها من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية في الشوارع والتي دفعها العنف الهمجي من قبل النظام لتتحول إلى ثورة مسلحة، محاولاً تفصيل « الاستثناء » السوري من بين ثورات الربيع العربي، وذلك بالاستناد إلى طبيعة النظام القمعي الذي تواجهه وطبيعة علاقاته وتحالفاته ضمن الإطارين الإقليمي والدولي
كما أضاف شارحاً ما كشفته الثورة من وجه جديد للمجتمع السوري غيبته ديكتاتورية طويلة الأمد، محاولاً الرد على دعاية النظام وحلفائه في وجه الثورة، مستطرداً إلى طبيعة القوى الداعمة للنظام بالتحديد في الدول الغربية، مفنداً ما يحاولون إثباته في أنها صراع مسلح بين إسلاميين ونظام « علماني » أو مقاوم في وجه الامبريالية
بدورها تحدثت الصحفية والكاتبة السورية هالة قضماني عن مضمون كتابها « سوريا الموعودة »، وهو كتاب يمزج بين « الشخصي والعام » من خلال رسائل الكترونية متبادلة بينها وبين والدها المتوفى عام 2010
ضمن رسائلها تطرح قضماني مجموعة من التساؤلات منها ما يتعلق بخيار والدها الإقامة الدائمة خارج سوريا، بعد تفرغه للعمل مع منظمة اليونيسكو، كذلك تعرض لجوانب من أحداث الربيع العربي والثورة السورية خصوصاً، تلك الثورة التي أعادت طرح تساؤلات وأفكار جديدة لديها حول موضوع الهوية بالتحديد وهي التي تعيش في فرنسا منذ مدة طويلة، كذلك عرضت قضماني في حديثها لواقع الوضع السياسي وتصوراتها عنه مستندة إلى تجربتها الطويلة في العمل الصحفي السابق للثورة وأثنائها
بعدها أجاب الكاتبان على مجموعة من الاسئلة والمداخلات التي قدمها الحضور، والتي تركزت حول تحولات الثورة في سوريا، ونشاط المجموعات المسلحة وخاصة تلك المجموعات « الجهادية »، كما نوه بعض الحضور إلى مسألة الهوية الجديدة لسوريا والتي كشفتها الثورة من خلال تعرف العالم لأوجه لم تكن معروفة عن المجتمع السوري في ظل نظام ديكتاتوري
إلى ذلك قدمت الروائية السورية روزا ياسين حسن ملخصاً عن تجربة جيلها في الرواية والتي اعتبرتها تجربة مغايرة للجيل السابق، وقدمت للحضور فكرة عن مجمل أعمالها ابتداء برواية أبنوس التي عرضت فيها لجزء من تجربة عائلتها الشخصية ولم يسمح بنشرها في سوريا قبل حذف بعض محتواها، وبعدها رواية نيغاتيف التي عرضت فيها لتجارب ستة عشر معتقلة في سجون النظام السوري، ثم حراس الهواء الصادرة مؤخراً بالفرنسية والتي تعالج أيضاً انعكاس تجربة الاعتقال على حياة أصحابها وعائلاتهم، وعملها الأخير الذي صدر بداية الثورة بروفا
ثم انتقلت للحديث عن الثورة السورية ومجرياتها وما تركته من أثر على حياة الناس في المجتمع السوري بمختلف انتماءاتهم ومختلف مجالات عملهم، وهنا أكدت على قرب صدور رواية جديدة تعالج « زمن الثورة » بعنوان « الذين مسهم السحر »، مؤكدة أن هذا « السحر » مس وانعكس على حيوات السوريين جميعاً
أجابت بعدها على مداخلات وأسئلة الحضور والتي تركزت على الكتابة الأدبية والأثر الذي تركه الحدث السوري عليها، كذلك نوه المداخلون إلى عمل روزا ياسين حسن التوثيقي سواء قبل الثورة أو أثنائها من خلال مجموعة من المقالات التي رصدت فيها تفاصيل أحداث من الثورة وأهمها مقال أفردته لوقائع إنسانية من مجزرة داريا
يذكر أن هذا اللقاء تسعى سوريا حرية لجعله لقاءً دورياً، وذلك لخلق مساحة من التواصل مع الجمهور العربي والفرنسي ومجمل المقيمين في فرنسا، وسيشرف عليه ويدير الحوار الكاتب والناشر فاروق مردم بيك، على أن تكون الندوة القادمة في الأول من شهر حزيران يونيو المقبل
Voir le programme détaillé, Photos et Textes : http://souriahouria.com/27042014-paris-les-dimanches-de-souria-houria-01/