التفوق الأخلاقي للثورة السورية – مانيا الخطيب
تتعرض ثورتنا الحبيبة اليتيمة وهي على مشارف النصر المحتوم، إلى حملة شرسة لتشويه سمعتها وإلصاق أمور لا تمت بصلة لجوهرها وحقيقتها النبيلة.
من يقود الحملة هذه المرة، ليس فقط آلة النفاق والدجل والتضليل لإعلام طغمة الحكم الفاسدة، التي صارت مواضيعها وتعابيرها الدميمة مادة للتندر والسخرية حتى عند من يسكنون في أقصى أقاصي الأرض، ولم يسمعوا عن سورية إلا من كتب الجغرافية
وإنما هذه الحملة الخبيثة من أطراف عديدة مما يسمى « المجتمع الدولي » وها نحن نراه وهو يتحدث بكل نفاق عن « القاعدة » في سوريا
وتحاول هنا وهناك وسائل إعلام الترويج لهذه الأكذوبة، وطبعاً السبب واضح أن « المجتمع الدولي » لا يريد لهذه الثورة أن تنجح لأنها ستعيد محاور الأمور إلى نصابها بما لا يتناسب إطلاقاً مع مصالحه، وأولى هذ القوى تلك الإقليمية منها وخصوصاً التي تدعي دعم الثورة وهي تماماً ضد نجاحها ولا تدعمها في الحقيقة على الاطلاق، بل تحاول الإساءة لها بكل الطرق
حتى صارت تمر نقاشات شاقة جداً مع أطراف غربيين، يكيلون للثورة كل التهم التي تحاول عبثاً وصفها بأنها ستحول سوريا إلى دويلة طالبان وهم يثبتون بهذا جهلهم المطبق بحقيقة الشعب السوري الجميلة
ثم ترى المتنطحون من بعض أبناء الشعب السوري أنفسهم – وقد أخذ منهم الجهد كل مأخذ، وربما أحياناً العجز بعد كل هذه المدة الطويلة من التنكيل والعذاب – يستسهلون الانخراط في المبالغة بانتقادات ما يحلو لهم تسميته
« انتهاكات الجيش السوري الحر »
على أساس أنهم يتوخون الحيادية المهنية في تقييم الأمور !!!
وهم أكثر من يعلمون محدودية وعدم منهجية هذه الأفعال
ولهذا فكما يقولون « كلمة ورد غطاها » أخلاقية هذه الثورة تأخذ حداً يصل إلى درجة الخلود والمجد
هي ثورة ليست ككل الثورات، فمن يعرف حق المعرفة ما مر على سورية وانسانها من ممارسات تجعل حتى الشياطين في حيرة من أمرهم
وان شعباً يقف هذه الوقفة، وحيداً إلا من إيمانه، بدون دعم ولا حتى إعلامي حقيقي، إلا من يأخذهم واجبهم الإنساني والأخلاقي في بعض الأحيان، حتى إلى حتفهم مثلما حصل مؤخراً مع الصحفية اليابانية
ميكا ياماموتو
وشعب يتجاوز آلاف الأفخاخ الطائفية التي توضع له بدون كلل أو ملل
ويواجه كل هذا البطش والعنف والقهر، ومع كل هذا يتدفق ابداعاً، وصحافةً، ورسماً، وغناءً، ويفرض إرادته على العالم رغم كل المحاولات -حتى الدولية – الحثيثية للالتفاف على إرادته، وآخرها المهمة التي أوكلت إلى الأخضر الإبراهيمي والتي ستلحق بسابقاتها من « المبادرات » بعد أن تسبب – كذلك كسابقاتها – مزيداً من الألم والفجائع للشعب السوري.
فإنه يثبت اثباتاً جازماً لا لبس فيه ولا غموض، أنه يسير باتجاه حتمي مثل النهر الجارف الذي ينظف كل ما ترسب من أوساخ في جوفه إلى مستقبل جميل تفرض فيه الثورة السورية المباركة أخلاقها المتفوقة التي طالما تقنا إلى سيادتها .. وهي الآن تسود.