الثلوج والحصار يفاقمان من معاناة مدينة مضايا السورية – ريان محمد
تعيش مدينة مضايا شهرها الخامس، تحت حصار خانق، فقدت خلاله المواد الغذائية والطبية ومواد التدفئة، بقرار من « حزب الله » اللبناني، الموالي .للنظام السوري، ليأتي منخفض « فلادمير » الجوي، ويدفن نحو 50 ألف جائع معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن
وقالت آمنة الزبدانية، ناشطة في مضايا، لـ »العربي الجديد »، إن « واقع الحال في مضايا لا يمكن وصفه مهما تحدثنا عنه، إنها مقبرة بكل ما تعني الكلمة، فقد دفنا تحت الثلوج، دون أن يكون لدينا طعام او دواء أو ما نتدفأ به »، لافتة إلى أن « سكان مضايا من أهالي البلدة والمهجرين من ريف دمشق والزبداني، تحولوا إلى أشباح، فالغالبية الساحقة منهم تبرز عظامهم بشكل واضح ».
وبينت أنه « خلال الأيام الأخيرة سجلت عدة حالات وفاة، في حين يسجل يوميا أكثر من 160 حالة إغماء نتيجة سوء التغذية »، وأضافت أن « مجموعة من الناشطين استطاعوا تجهيز مأوى لاستقبال الأشخاص المصابين بحالة سوء تغذية شديد، حيث يقدم لهم الماء والملح والسكر، إضافة
إلى بعض المواد الغذائية التي يتم تأمينها بعشرات آلاف الليرات ».
مضايا تحولت لمقبرة جماعية بسبب الجو وحزب الله (Getty)
من جانبه، قال الناشط في الزبداني محمود الشامي، لـ »العربي الجديد »، إن « إيران والحزب لم ينفذا التزاماتهما بحسب الاتفاق الأخير، الذي نص على إدخال مواد غذائية عقب خروج الجرحى من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة، حيث كان من المتوقع أن تدخل المساعدات الإنسانية إلى مضايا يوم الأربعاء الماضي، إلا أنه لم يدخل إلى اليوم أي مواد غذائية، في حين تتم المماطلة من حزب الله المتحكم بجميع مداخل البلدة عقب أن زرع محيط المدينة بالألغام ».
وسجل خلال الفترة الماضية مقتل وجرح العديد من الأشخاص جراء انفجار الألغام بهم، أثناء محاولات تسللهم إلى خارج البلدة لجلب بعض المواد الغذائية وحليب الأطفال.
وأفادت مصادر معارضة، في حديث مع « العربي الجديد »، أن « حزب الله يقف بوجه حل شامل لملف الزبداني ومضايا وبقين، ويرفض أن يفك الحصار عنها أو إدخال مواد غذائية إليها، بحجج واهية، في حين يسهل خروج المسلحين المعارضين إلى لبنان أو إدلب مقابل مبالغ مالية، كما يزيد من ضغوطه على المدنيين ليصلوا إلى طلب ترك أرضهم والتوجه إلى شمال سورية ».
وقالت: « وللأسف بسبب الجوع والألم الذي يتعرضون له، بدأت بعض الأصوات في مضايا، تطرح تخليها عن الجنسية السورية ومغادرة البلاد، مقابل إنقاذ أرواح من تبقى منهم ».
ويقف المجتمع الدولي عاجزا أمام مأساة مئات آلاف المحاصرين في دمشق وريفها، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية، لم يشهد لها العالم مثيلا منذ عقود طويلة.