الرئيس السوري حيّا ‘الجيش الالكتروني’ واعتبره مثالا للشباب: خولة دنيا
أرسل لي أصدقاء منذ قليل رسالة يطلبون فيها التعاون لإغلاق صفحة باسم (مي سكاف نكرهك.. تفووو على شرفك).. الصفحة مليئة بالإساءات اللفظية تجاه فنانتنا المحبوبة والرائعة التي أختارت أن يكون لها موقف مخالف لموقف النظام
واختارت الوقوف لجانب السوريين في ثورتهم، غير أنها دفعت ثمن موقفها هذا الذي لم يتعد الإعلان عنه والنزول في اعتصام مساند للمثقفين يرافقها مجموعة من الأصدقاء وكل منهم يحمل قلماً دليلاً على رقي موقفهم، موقفها هذا دفعت ثمنه أياماً في أقبية الأمن الجنائي وقضية مفتوحة أمام القضاء، وإساءات لفظية وأكثر من ذلك تعميم رقم هاتفها على مواقع الجيش الالكتروني السوري (الذي أشاد به رئيس الجمهورية في خطابه الأخير معتبراً أنهم مثال للشباب السوري)، للأسف هذا الموقف هو من مئات المواقف والأمثلة وليس آخرها اقتحام مشغل الفنان فارس الحلو وتحطيمه، أو التهجم على منزل الفنان محمد آل رشي، وكذلك التهجم على الفنان محمد أوسو وإيضاً فتح صفحة باسم محمد أوسو نكرهك
أتساءل من أين يأتي هؤلاء بكل هذه الكراهية وهذا الحقد وهذا التجني والإساءة المباشرة وغير المباشرة بحق سوريين فقط لأنهم عبروا عن رأيهم المخالف؟ استغرب هذا وأنا أتذكر الإساءات التي واجهتها الروائية سمر يزبك ودفعت ثمنها أشهراً من الابتعاد عن منزلها خوفاً على حياتها، وكذلك أتذكر الإساءة التي تعرضت لها حين نشروا باسمي أشياء سيئة جداً بحق ناشطين آخرين فيما يسمى موقع فيلكه الإسرائيلي، والمعروف أنه أحد ألاعيب النظام التي هدفها تسويق ما يرغبه باسم موقع معادي كما اتذكر الكثير والكثير ممن تم التشهير والاساءة بهم فقط بسبب مواقفهم المهم من كل هذه المقدمة أريد الدخول في موضوع يبدو أصبح ضرورياً وهاماً وهو ضرورة التعامل مع هذه الإساءات بحزم وجدية وعدم تركها على الغارب لمن يريد ومن هذا المنطلق اقترح أن يتم رفع قضايا أمام القضاء السوري أولاً ضد المسيئين وليس الاكتفاء بمحاولات إغلاق هذه الصفحات التافهة
ويكون ذلك في كتابة محضر عند الشرطة في كل هذه الإساءات فإن كانت مادية كما حدث مع فارس الحلو ومحمد آل رشي فيكون بكتابة محضر بالأضرار التي حصلت وترفع ليس ضد مجهول وإنما ضد الجهة التي قامت بالتغطية على هؤلاء الشبيحة أو الدفع بهم وتغطيتهم أمنياً أو مادياً…. أي الدولة نفسها وهنا أريد سؤال من يعرف جيداً بالقانون عن إمكانية تحقيق هذا وكيف؟ أيضاً رفع قضايا قدح وذم بحق الصفحات المسيئة وخاصة صفحة الجيش الالكتروني السوري والقائمين عليها بكتابة محاضر عند الشرطة وفي حال لم توافق الشرطة على كتابة مثل هذه المحاضر فيجب رفع هذه القضايا بالخارج والمهم عدم السكوت عما يجري إن ترك الأمور على غاربها بالنسبة لهؤلاء المسيئين يترك المجال لمزيد من العنف، ولا أستغرب أبداً ما قام به بعض الشبيحة مؤخرا في القيمرية حيث أساؤوا وضربوا الشبان والفتيات وسط الشارع ثم سلموهم للشرطة، إن الشرطة تحمي هؤلاء الشبيحة للأسف ولا تقوم باعتقالهم وهو ما كان يجب أن يتم. لا أن يقوم هؤلاء بالإساءة للمواطنين السوريين وضربهم وأذيتهم ثم تسليمهم للشرطة، وكأن الشرطة والأمن هم موظفون عند هؤلاء أما باقي السوريين فعبيد ويجب أن يضربوا ويساء لهم دون محاسبة من أحد وبالنهاية يتم اعتقالهم كذلك والتنكيل بهم في السجون ثم ترفع بحقهم قضايا أمام القانون أي بلد هذا وأي قانون غاب هذا، وأي شرطة وقضاء هذا؟ لم يعد أمام السوريين وهم في خطر الآن على كل الأصعدة سوى إعلان حالة الحرب ضد المسيئين من كل الأطراف ومهما كانت مواقفهم وليدفعوا بالقانون جزاء ما اقترفت إيديهم، وإن لم يأخذ لنا القانون حقنا فهناك القانون الدولي وسنرفع قضايا أمامه فلا أمل ببلد لا ينصف أبنائه ويغطي على مجرميه والمسيئين فيه خولة دنيا
كاتبة من سوريا
القدس العربي – ٢٣تموز ٢٠١١
|