الفضائيات صورت أوباما على الشجرة والكلاب تعوي تحته – خطيب بدلة
السوريون مستبشرون بالنصر! هذا ما يمكن استنتاجُه من خلال تقارير وكالات الأنباء العالمية و’الفضائيات’ الناطقة باللغة العربية، سواء المؤيدة منها للنظام السوري أو المعارضة له خلال هذه الفترة.. ومن خلال استطلاعات الرأي التي تصور الحياة اليومية للشعب في المناطق (المحررة).
أولى ‘علائم’ النصر، أو ‘بشائر’ النصر، تتضح من خلال التصريح الرهيب الذي صَبَّحَهُم به السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة حينما قال: يجب أن يؤدي مؤتمر جنيف 2 إلى تحقيق طموحات جميع السوريين!
ولأن السيد (مون) لم يكلف نفسه عناء شرح المفردات التي من قبيل (يؤدي) و(طموحات)، ولم يُلقِ الضوء على أشباه الجمل التي من قبيل (جميع السوريين)، فقد تكهنوا أن هذا الرجل، على الرغم من عينيه المبطنتين، ووجهه الأسمر المدور، ونظارتيه الزاحلتين فوق كرسيي خديه، منحدر من أصل عربي! لأن العرب هم القوم الوحيدون في العالم الذين يقولون كلاماً غير مفهوم، ويسوغون ذلك بقولهم إن المعنى في قلب الشاعر! ويؤكدون أن هذا نوع من البلاغة!
العلامة، أو البشارة الثانية تتمثل في العودة المظفرة للمبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي (وكان قسم كبير منهم يظن أنه انتقل إلى جوار ربه الأعلى!)، ونزوله إلى ساحة الأحداث السورية، واحتلاله الفقرة الأولى من أخبار ‘الفضائيات’، فمنها مَنْ تَعْرُضُ له فيديو وهو نازل من الطائرة في مطار القاهرة، و(يرتكي) على سلمها لئلا يقع من طوله! ومنها من تُرينا إياه وهو نازل في مطار طهران وفي استقباله بعض الديبلوماسيين الإيرانيين ذوي اللحى، أو في مطار بيروت، استعداداً لذهابه إلى دمشق، لأن النزول في مطار دمشق غير آمن بسبب وجود قوات للمجموعات التي وصفها الدكتور بشار الجعفري في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بــ: المجموعات الإرهابية المسلحة! ومنهم مَن كتب على صفحته الفيسبوكية عبارة: أوقفوا الإبراهيمي، نريد أن نبني وطناً لكل السوريين!
رأى الأخضر الإبراهيمي، في تصريح تناقلته ‘الفضائيات’ أن إيران يجب أن تكون طرفاً أساسياً في حل الأزمة السورية، وأنها يجب أن تكون حاضرة في جنيف 2، وهذا الأمر بحد ذاته أثلج صدور السوريين الذين فهموا أن عِدَاءهم السابق لإيران إنما هو عداء عاطفي، يعني هو لا يعدو كونه ردةَ فعل على مشاركة إيران في قتل مئة ألف سوري وتهديم مليون ونصف منزل وتشريد ثلاثة ملايين مواطن! والأجدر بهم الآن أن يفكروا بعقولهم، ويفهموا بالسياسة، ويرحبوا بجلوس مندوب إيران في (خلقتهم) على طاولة المفاوضات في جنيف، فَهُمْ، على كل حال، لا يفهمون أكثر من الإبراهيمي، وعليهم أن يقبلوا باستنتاجه الرهيب الآخر الذي يتضمن الدعوة إلى بقاء بشار الأسد على رأس السلطة، حتى ولو كان من دون سلطة!
نصر الله نصير العلمانيين
الشيء الغريب، والخطير، الذي لاحظه السوريون في الآونة الاخيرة، هو الكلام الذي أدلى به الوزير اللبناني السابق سليم لحود على قناة ‘فرانس 24′ مساء الإثنين الثامن والعشرين من تشرين الأول (أوكتوبر) حينما قال إن على السيد حسن نصر الله أن يُطلق مبادرة حسن نية فيأمر قواته بالخروج الفوري من سورية، والنأي بنفسه وبحزبه وبلبنان عن قضية الأشقاء السوريين.
وجه الغرابة في هذا التصريح هو أن الوزير لحود، باعتباره سياسياً مخضرماً، لا بد أنه يعرف أن السيد حسن دخل إلى سورية للدفاع عن (العَلْمانية)! في مواجهة الوهابيين التكفيريين الإرهابيين! فهل السيد لحود مؤيد لهذه القوى الظلامية، ومعادٍ للعلمانية؟! مستحيل.
قدري جميل وداعاً
استغرب السوريون، كذلك، التفسير السطحي الذي قدمته قناة (BBC) العربية للقرار الشجاع الذي أصدره سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد المتضمن إقالة ‘الرفيق’ الدكتور قدري جميل من منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.. حينما قالت إن السبب هو لقاؤه بالمستر روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في دمشق..
إن الاستقالة، في الحقيقة، لها جوانب كثيرة منها ضرورة أن يتفرغ الرفيق قدري جميل لحب الوطن، بعد كل هذا النضال ضد الاستعمار والإمبريالية والوقوف في وجه المؤامرة الكبرى التي تعرض لها النظام السوري الممانع.
وبحسب ما قال السيد الرئيس بشار الأسد، في مقابلته الشهيرة مع قناة ‘فوكس نيوز′ الأمريكية قبل حوالي شهرين فإن سورية هي دول قانون ومؤسسات، والرفيق قدري جميل- تخيلوا- غادر البلاد دون أن يقدم طلب إجازة إلى ديوان رئاسة مجلس الوزراء ودون الحصول على موافقة رئيسه المباشر الدكتور وائل الحلقي على الإجازة!
إن في سورية، لمن لا يعرف، حوالي مليون موظف، فإذا غادر كل موظف مقر عمله، من دون إذن أو إجازة، لمدة سبعة أيام، فهذا يعني خسارة الدولة السورية لما يعادل سبعة ملايين يوم عمل في السنة! وهذه حتى الدكتور قدري جميل المعروف بحرصه على أموال الدولة لا يرضاها.
الفائدة الأكبر، الأعظم، التي لم تلحظها (BBC) العربية، وربما لم تلحظها الفضائيات الأخرى التي نقلت الخبر، هي أن الرفيق قدري جميل معارض للنظام السوري، وفي الوقت ذاته يشتغل في حكومة محسوبة على النظام، وبالتالي فإنه لا يستطيع أن يذهب إلى جنيف إلا ضمن وفد الحكومة السورية.
الآن أصبح الرجل (free)، وأصبح بإمكانه أن يعارض، ولا يخشى في المعارضة لومة لائم!
خطأ نديم قطيش بألف
إن الإعلامي اللبناني نديم قطيش شبه متخصص بالإعلاميين السوريين واللبنانيين الممانعين، يعرف كيف يفكرون وكيف يقلبون الأمور ويثنونها، باعتبار أنهم يشكلون العمود الفقري لبرنامجه اللطيف (DNA).. ومع ذلك فقد انخفضت عنده حالة الاستيعاب إلى الحدود الدنيا، حينما كان يصغي إلى الممانع المغمور الذي استضافته الفضائية السورية ضمن برنامج ‘حوارات’، ووقف (أعني قطيش) مذهولاً أمام الصورة الروائية المذهلة التي قدمها الضيف وهي التالية: الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بغبائه السياسي المنقطع النظير، جرب عملية الصعود إلى الشجرة (السورية)، وحينما أصبح في أعلى الشجرة وجد نفسه في خطر، فأراد النزول قائلاً في نفسه (أنا شو بدي بهذه الزنقة؟).. ولكنه لم يستطع، ففي أسفل الشجرة كانت مجموعة من الكلاب الجعارية تعوي، فما كان منه إلا أن أخرج الموبايل واتصل ببوتين وقال له: دخيلك يا معود أنزلني.. فاتصل بوتين بالسيد الرئيس، وطلعوا له بنغمة الكيماوي (وما كيماوي).. وأنزلوه..
وكان ثمن ذلك موافقة أوباما على ‘جنيف 2′، وعلى بقاء السيد الرئيس في السلطة.
اللخبطة التي أربكت نديم قطيش هي أن الضيف وقع في خطأ من قبيل السهو، فقال: أوباما اتصل بأوباما (وهو يقصد بوتين طبعاً)!
تحرش جنسي في السعودية
قناة ‘العربية’ الأصلية – وهي غير ‘العربية الحدث’- قدمت تقريراً إخبارياً مفصلاً عن ظاهرة التحرش الجنسي الإلكتروني والواقعي في ربوع المملكة العربية السعودية.
ولأجل إغناء هذه الفكرة استضافت القناة الباحثة الاجتماعية السعودية السيدة ناديا قصار، التي قدمت نصائح إسعافية للمرأة التي تتعرض للتحرش، فإذا كان التحرش في مكان عام يمكن لها أن تعتمد على الصوت (الصراخ) ليأتي الناس العابرون لنجدتها، وإذا تم التحرش، فيجدر بها أن تلجأ إلى التشهير بالمتحرش، سواء أكان من خارج العائلة أو من داخلها.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الإنسان على نحو لا مندوحة عنه هو: إذا كان التحرش الجنسي ينتشر على هذا النحو الواسع في دولة كالمملكة العربية السعودية تُحكم بالشريعة الإسلامية، فكيف يكون في الدول الكافرة مثل بريطانيا والسويد وروسيا والولايات المتحدة الأميركية؟ مؤكد أنه يجري هناك على قدم وساق، أو كما يقول السوريون: لـ (أبو موزة)!