النفخ في الرماد ….. الا الحماقة – بشار العيسى
خاص لسوريا حرية
بشار العيسى
الصورة: رافعة عملاقة تقوم بإنزال صورة عملاقة لحافظ الاسد من واجهة احدى البنايات في مدينة سورية ما، خشية ان تتعرض القداسة المحنطة لتشويه او اهانة ما، مثلما حدثت لتماثيل الطاغية الاب او الابناء، وما ان تنزل الرافعة الصورة العملاقة في صندوق احدى سيارات البلدية وسط جمهرة من المتفرجين، فجأة يبرز من بين الناس شاب ويصعد الشاحنة يتلوه ثان ثالث ورابع وينهالون بأحذيتهم على الصورة في وجه الطاغية وتهشيمها.
الحدث: سفيرة سوريا في باريس » لمياء شكور » تتصل، باتفاق مسبق مع برنامج « حوار » مع فرانس 24، القسم الانكليزي ومن ثم الفرنسي، وامام دهشة المتحاورين اعلنت السيدة السفيرة للقناة انها تريد اعطاء تصريح اعلنت فيه استقالتها لما تتعرض لها البلاد السورية من قتل وقمع ، وهي ابنة جسر الشغور الضحية الاخيرة من بين المدن السورية المستباحة بوحشية قوى السلطة الامنية وشبيحة رامي مخلوف، لم تكن السيدة شكور تنهي تصريحا للقناة الفرنسية حتى كانت تتبرأ في صوت متهدج نفيها لهذا التصريح بكلمات وتعابير غير متزنة وغير متناسقة وغير دبلوماسية متهمة القناة بالاشتراك في مؤامرة تشويه سمعة السلطة السورية وتتالت تصريحات السيدة السورية بلغة اشتدت لهجتها تهجما على القناة وبدأت تقترب من التهجم على سياسة فرنس الخارجية.
ان ما ميز الفاظ السيدة السفيرة ليس نفيها للتصريح الذي لا يشك في ان مصدره كان خط تلفون السفارة بل لجهة الخروج عن المصطلحات والاعراف الدبلوماسية لو ثبت للسلطات الفرنسية ان السيدة شكور نطقتها بملء ارادتها، سيكون رد الفعل عليه اقله الطرد من الاراضي الفرنسية، لكن اكثر من مراقب يذهب الى ان السيدة فعلت ما فعلت تحت ضغط معروف عن السلطات السورية في حالات كهذه حين يلجأ الكثير من منتقدي تصرفات السلطة السورية بدرجة ابداء الراي الخجول، الى الانتحار بعشرات الطلقات في الرأس، حدث هذا لمحمود الزعبي وغازي كنعان وهاشم معلا وغيرهم.
يوما عن يوم يتكشف عمق الهاوية التي تصعدها السلطة السورية واجهزتها الامنية وسعار إعلاميه الامنيين بكلمات تغدو احيانا اكثر فحشا من رصاص القناصة لا يوفرون مثل فوهات بنادق الشبيحة، عرفا، ولا معايير اخلاقية، في شتائمهم للفضائيات العربية والأجنبية و تتجاوز القنوات الى الدول التي تتبع لها هذه القنوات ( الجزيرة فرانس 24 العربية والبي بي سي واورينت ووو) ان الانتشار الكبير لأعمال القتل والقرصنة والتمادي في تشتيت الصخب في اتجاهات شتى وبفتح كل الجبهات، كل الجبهات » استدعاء مجموعات شبابية للقاء الطاغية لترطيب اجواء النفوس المقهورة او استدعاء زعامات اصبحت تتهرب من هكذا لقاء، او احزاب كردية رفضت واحدة تلو اخرى هكذا لقاء مع رئيس غدا مجرما بنظر غالبية الشعب السوري وصولا الى مهزلة الجريمة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء في الجولان المحتل، وما تلى ذلك من اطلاق يدي عناصر احمد جبريل وتنظيمه المأجور لقتل المزيد من اهلنا في مخيم اليرموك فضلا عن عشرات فيديوهات الاجرام لمجازر شبيحة الفتنة الطائفية.
ان اغلاق السلطة نافذة العقل التي اصبحت محكمة الاستعصاء لهول الجرائم التي ارتكبت تفقد النظام كل شرعية وطنية ودولية، غدا الامر معها يستحيل للمراقب الحيادي التفريق بين الطاغية الرئيس والمجرم الشبيح، ما بين الاعلامي القاتل ورجل الامن المهووس بكاميرا تفحش في ابراز جرائمه.
تتحدى السلطة السورية رئيسا واعلاميين وقرارات مرتجلة وحركة دبابات حربية وانزالات مظليين وتهجيرا سكانيا وتمثيلا بجثث الشهداء وتوسع وشمول العمليات الحربية كامل التراب الوطني كل المعايير العقلية والاخلاقية، صاروا عن سابق تصور وتصميم اسرى بيت النار والشتيمة الفاجرة والسلوك العصاباتي في التعامل الدولي يثيرون كيفما تحركوا عاصفة من الغبار نافخين في رماد الحرائق التي ما انفكت تشتعل منذ ثلاثة اشهر، نفخ يعمي العين اكثر فاكثر ويسود وجه النافخ بقبح افعاله.