!…بشار العيسى – صمتوا دهرا، ونطقوا في نفس الوقت
!…صمتوا دهرا، ونطقوا في نفس الوقت
:الى صديقة تسالني في هذا الصباح الماطر
من طول غيبات جاب الغنايم؟
افتقدناك في زحمة المؤتمرات الجارية الآن والتشاورات واللقاءات
بصراحة شي بيلخبط…. كلهون حلوين ولنشوف آخرتها
كنت راغبة بسماع رأيك بهذه الدعوات
هناك دعوة للقاء هو امتداد لماكنا تحدثنا عنه سابقا…
أيضاً هناك دعوة اليوم للقاء تشاوري بشأن الوضع السوري في فندق أمية، شخصيات سورية…..
أيضاً هناك مؤتمر لشخصيات في الداخل والخارج يوم الاثنين….
أيضاً هناك دعوة لمؤتمر من شخصيات بينها عماد الدين رشيد وآخرون
يعني ما منعرف لوين نتجه
صمتوا دهرا ونطقوا في نفس الوقت.
سأقول رايي لصديقتي بصراحة ، رأيي الذي لن أكتبه الآن وقد أكتبه بعل قليل.
كنت قد رجوتك قبلا، ان تطلعيني على احاسيسك انت ومن يشعرون مثلك تجاه كل الاحداث والمستجدات لكنكم تركتمونا ايتاما،
احيانا لما يكون الواحد بعيدا عن مكان الحدث تريه يُسقط من حقه ويعطيه لأخيه الموجود في المكان يعيش ظروفه القاسية، ونعرف كم هي صعبة وقاسية ظروفكم، ومع ذلك انها ايام قبل الامتحان مش لازم نتراخى او يأخذنا النعاس فنَخسَر ونُخسر.
ان ما يجعلني ساكتاً اكثر من اللازم انني اعمل مع أخوة لهم رؤاهم الطيبة مشاعرهم الجياشة بالالتزام بعمل يربطهم بأخوتهم واصدقاء لهم بالداخل بكل ما تعني كلمة الربط من ربط وقيد يجعل من حراكنا اسير هؤلاء الاصدقاء الطيبين في الداخل الاسير. تريننا احيانا نتخلى عن قرون استشعارنا عن بعد لغير العقل السياسي فيقعون ونقع اسرى ترددنا او اسرى توددهم ولكن لمن كل هذا التودد؟
حين يصل رسل بعض السلطة الي أوربا يعرضون بيع هواء مضغوط لا يقبل بعضنا ان يستشعر مصيدة جديدة لسلطة تتمادى كل يوم في القمع والتهجير والقتل بوحشية تتجاوز الساعة التي قبلها مصيدة تريد ان ترافق السياسة الدبابة.
لقد قررت السلطة قبل خطاب بشار الاسد الاخير خوض معركة سياسية شرسة الى جانب الدبابات التي لم تقدم لهم اكثر من مراكمة جرائم وحماقات وها قد بدأوا فعلا انجاز ما يستطيعون انجازه فبعد فرض تشكيل الحكومة اللبنانية وزيارة السفير الامريكي لجسر الشغور وزيارة التركماني لتركيا ومحمد ناصيف لايرا نهاهم يقدمون الجزرة وقد تم ربطها جيدا الى العصا، واعذريني على الكلمة فالحمار بتجربته يعلم ان الجزرة مربوطة بالعصا وان العصا طويلة ومؤلمة لكن للأسف في نفس الحمار شهوة، والشهوة حين تسيطر تلغي العقل.
في التاريخ النضالي للشعوب كان هناك دائما كاسرو الاضرابات الذين يقبلون برشوة صغيرة مع طبطبة على الظهر وكلمات خبيثة في لبوس عاقل، …. اولادنا، ارزاقنا، اهلنا، اخوتنا، خذ وطالب الى آخ كلمات اغنية الشيطان، وهم يعلمون جيدا ان ربّ المصنع ينظر اليهم من علو في غرفة زجاجية يدخن سيجاره ويضحك في سرّه، وهم ايضا، يعلمون انهم يفعلون هذا مقابل أجر معلوم، لكن ما هذا المقابل’ والاجر؟، الذي لن يكون اكثر من ضحكة ساخرة مقابل تقديم رأس يوحنا لسالومي الفاجرة.
قناعتي سيدتي، ان كل هذه المؤتمرات / الندوات، المنتديات، الاعلانات، في اي لبوس بازاري اتت ان هي الا مؤامرات تقبض بها السلطة على رقاب النية الحسنة بالسذاجة السياسية في أحسن الاحوال، ولا احد ساذجا والكل أكثر خبرة ووعيا وثقافة منك ومني ولكن الجزرة يا سيدتي، الجزرة وتلك العصا! تدفع ببعض المهرة البهلوانات، الى المسرح يخرجون ارانب من قبعاتهم المزينة بريش طاووس ملون، في حين يغط بعض آخر في صمت ثقيل. يستفتي البعض ذخائر التجمع الوطني الديمقراطي وانشطاراته البهلوانية في صيغ تنسيقية جديدة ويتلهى البعض عن لعبة اعلان دمشق احزابها ومستقليها بفيض كلام عن الكلام والكل يسهوا عن الرؤى السياسية الناضجة بفعل ميداني على الارض للتنسيقيات الشبابية للثورة لجانا كانت او اتحادا كان او ائتلافا…. وبدل ان يلتفوا من حول الرؤية المتقدمة لهؤلاء ودعم الثورة بنكران لذوات فردية تتضخم لحد السرطنة تريهم في واد آخر يلهجون باسم الحاكم للحاكم في فنادق الحاكم ومع مؤسسات الحاكم، ما شاء الله العيال كبرت!
بشار العيسى
قناعتي سيدتي تقول: ان كل من يمد للسلطة يدا في اية صيغة اتت وتحت اي تبرير كان حواراً او انقاذاً او ما شاء الله من تورية، لن يجعل منه اكثر من منفذ صغير لرغبة السلطة في اجهاض الثورة وستحترق يده وتسودّ وجهه ،ولن تخسر الثورة زخمها وانتصارها، قد تتعرض لبعض الصعوبات الاعلامية ولكنها بالأخير ستنتصر.
معذرة ثم مهذرة على صراحتي وربما وقاحتي ايضا ارجو منك المغفرة لم افكر ان اكون معك دبلوماسيا