بشار العيسى – وفاء للشهداء، أسئلة تنتظر اجابة
بشار العيسى
خاص لسوريا حرية
تتالى الايام والليالي والشعب السوري يتابع جلجلة حريته وثورته في مواجهة اشرس قطعات القمع والانتقام لسلطة الاسد مخلوف، وشرفاء سوريا يقبضون في كل لحظة على أكباد تحترق، وأخبار مؤلمة وآمال بحياة حرّة اخيراً، بعد كل عشرات السنين من الاستبداد الذي يتحول الى فاشية قذرة بنسخته السورية .
هنا، وهناك يبادر السوريون نشطاء سياسيين، ومناضلي حقوق الانسان وصحفيين ومثقفين وشخصيات شعبية جهودا جبارة في ظل الخلل في موازين القوى، لتدارك المآلات التي تدفع بها السلطة البلاد والمجتمع الى هاوية الفتنة الاهلية واثارة النعرات الطائفية والمناطقية بسياسة فرق تسد، للقبض مرة اخرى على مقاليد البلاد التي اخرجها الشعب من يدها حين نزل الى الشارع الوطني في طول ابلاد وعرضها بقوة الايمان باسترداد حريته وتقرير مصيره.
اليوم وقد تحولت السلطة الى احتلال متجول ينتقل بدباباته واشباحه وحرسه الاجرامي من الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب، استقدمت السلطة مراسلاً لصحيفة نيويورك تايمز ليعطى تصريحين، الاول للموظفة في سكرتاريا بشار الاسد، بثينة شعبان بغير صفة رسمية لتقول بان السلطة نجحت في القضاء على الثورة ولتوصف الثائرين ومنهم الشهداء وقد تجاوزت اعدادهم الالف بكثير والجرحى وقد غدوا بالآلاف والمعتقلين الذين اكتظت بهم مخازن معامل رامي مخلوف وشركاءه والملاعب الرياضية كذلك ، بانهم مجموعات من الاصوليين والمتطرفين والمهربين والمجرمين المدانين سابقاً، ولتختم بانها استقبلت نخبة من ممثلي المعارضة لتناقش معهم مرحلة ما بعد القضاء على الثورة.
لكن يبدو لم يكن حديث بثينة هو الذي كان يقع في خلفية استقدام هذا الصحافي لساعات يعود بعدها الى بلده، بل الحديث الذ افضى به رامي مخلوف، ممول الفاشية الجديدة التي يبدو انها قبضت على مفاصل القمع والقتل والاجرام كمقاول لا ينافس، الذي وجه رسالتين واحد للوبي الصهيوني في امريكا بالقول « إذا لم يكن هناك استقرار هنا (في سوريا) فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. لا يوجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام ». هكذا ببساطة المقاول يربط مستقبل اسرائيل بمستقبل سلطة الاسد في كفة الميزان والثانية للشارع السوري المتردد، بان السلطة ذاهبة الى القتل حتى آخر سوري، وكأنه يبصق في وجه قافلة منافقي دولة الممانعة.
في ظل هذا التصعيد السلطوي فاحش العري يتساءل المرء ببراءة وهو يحاول استجلاء خفايا ذلك اللقاء الذي أدى بنخبة سورية لا يشك في معارضتها ولا في انتماءها لقضية الحرية والديمقراطية في الوطن السوري، ان تذهب للقاء السيدة شعبان وهي الموظفة العادية في خدمة اسيادها؟
هل كان يعرف هؤلاء المناضلون ( دليلة ، كيلو، خير بك، حسن) وهم في الطريق الى القصر الجمهوري او مقر السيدة شعبان أنهم ذاهبون للقاء معتوهة لا تملك من امرها شيئا؟ ام انهم ظنوا انهم في الطريق الى لقاء شخصية مفصلية في السلطة بغية ايجاد حل سلمي للتغيير الديمقراطي للسلطة من الاستبداد الى الديمقراطية؟
هل فكروا وهم في مواجهة أكاذيب وصفاقة السيدة شعبان، بالشهداء وهم مازالوا يسقطون في كل لحظة بقنابل الدبابات ورصاص القناصة المتفجر؟ هل فكروا بعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمنازل المحترقة بقصف دبابات الحرس الجمهوري، ولن نذهب ابعد مما يتداوله السوريون بألم عن حالات اغتصاب ونهب واهانات قذرة بحق الانسانية والوطن؟
هل ذهبوا الى اللقاء برؤية سياسية واضحة بعد التشاور مع زملائهم في العمل الوطني الديمقراطي ؟ هل كانت قلوبهم تنبض في لحظي الدخول والخروج بنفس الاحساس بنبض شارع جريح ثائر متعطش لكرامته وفي لشهدائه؟
نترك الاجوبة على هذه الاسئلة للأخوة اعضاء الوفد المختار للقاء السيدة شعبان ، لعل في ذلك ما يزيل الابهام ويرد الى النفوس توازنها القلق.