خريطة طريق للمجلس الوطني السوري – ٢ أيلول ٢٠١١
استمرارا للجهود المبذولة منذ أشهر ومن قبل أطراف علديدة لتوحيد صف المعارضة السياسية والحركة الشعبية، واستجابة لتطلع العديد من تنسيقيات شباب الثورة والقوى السياسية الأخرى التي شرفتني بتكليفي بتنسيق الجهود من أجل تشكيل مجلس وطني يقود الحراك السياسي، وينظم علاقات الثورة في الداخل والخارج، ويساهم في بلورة الخيارات الاستراتيجية، وفي اتخاذ القرارات المصيرية، وبعد إجراء الكثير من المشاورات والاتصالات مع أعضاء التنسيقيات والقوى السياسية الأخرى، تبلورت لدينا معالم خريطة طريق تتضمن الخطوات التالية
وضع تصور لهيكلية المجلس الوطني السوري المنشود
تشكيل لجنة للاتصال مع القوى والشخصيات الوطنية تبدأ عملها منذ الغد على أن يتم إنجاز المهام الموكلة إليها، من اتصالات وتحديد قائمة الأسماء التي سيضمها المجلس، خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر. ويتم الإعلان عن المجلس في الأيام القليلة التالية
يتشكل المجلس من ممثلين لتنسيقيات الشباب وممثلين عن التشكيلات والأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية تختارهم التنسيقيات والتنظيمات السياسية نفسها، ومن شخصيات مستقلة وطنية يتم اختيارها بالتوافق. ويحق للمجلس إضافة أعضاء جدد يرشهم الأعضاء العاملين بنسبة الربع. كما يحق للمجلس أن يستعين بأشخاص من خارجه في اللجان المختصة حسب الحاجة والمصلحة العامة. وتحتفظ التنسيقيات والتنظيمات السياسية المشاركة في المجلس بحقها في تغيير ممثليها أو سحبهم. كما يحق للأعضاء في الداخل الابقاء على أسمائهم سرية حرصا على نجاعة العمل
يمثل المجلس الثورة السورية بجميع مكوناتها، ويعتبر سيد أمره، لا يخضع في قراراته لغير الالتزام بالمصلحة الوطنية وبضمير أعضائه. وهو الذي ينتخب لجنته التنفيذية ورئيسه، وله الحق في التجديد لهم أو تغييرهم. وتكون جميع قراراته بالأغلبية المطلقة. ومن مهامه بلورة الخط السياسي العام للحراك الديمقراطي، وتنظيم جميع الجهود، العملية والمادية، الدبلوماسية والاعلامية، اللازمة لوضع حد للديكتاتورية والانتقال بسورية نحو نظام ديمقراطي تعددي
يمثل المجلس تتويجا لجميع الجهود التي بذلت في الأشهر الماضية من أجل تنسيق العمل الوطني وتوحيد صفوف المعارضة الشعبية والسياسية. وهو ليس مبادرة أحد وإنما مبادرة شباب الثورة أنفسهم التي نأمل أن تستوعب كل المبادرات، وأن يكون بناء المجلس الوطني السوري مشروعا تشارك في بنائه، على قدم المساواة، جميع القوى والأطراف الفاعلة، ويمثل الداخل والخارج بالتساوي، ويكرس ما أظهرته الثورة في الأشهر الماضية من أسبقية الحراك الشبابي الشعبي ومن مركزية الداخل الوطني
وبهذه المناسبة أدعو جميع قوى الثورة والمعارضة إلى الاعلان عن دعمها ومشاركتها في هذ العمل الكبير، والانخراط منذ الآن في عملية بناء هذه الهيئة الوطنية الجامعة التي ستشكل الأداة الرئيسية لدعم الثورة السورية المجيدة، وتعزيز قوتها، وتوسيع قاعدة انتشارها، وتطوير علاقاتها العربية والإقليمية والدولية، أي في انتصار إرادة الشعب وإنهاء عصر الطغيان
برهان غليون – ٢ أيلول ٢٠١١