رئيسٌ مُتاح ومُباح – هالة قضماني
كما أن من الطبيعي أن يتلقى برهان غليون أشكال النقد واللوم على أدائه واتهامه بالتقصير وبالبطء، وهي مشروعة، وذلك منذ وافق على تحمل مسؤولية تمثيل شعب ثائر على الطغيان. فأي جهد يبذله وكل عمل أو تحرّك يملأ برنامج يومه، يبدو زهيداً قياساً بغلاء الأرواح التي تفقد والنفوس التي تُقهر
يحق للشباب السوريين في أرض المعركة أكثر من غيرهم الشكوى من رئيس لم يأت بعد بحلٍ لإنقاذهم من النار التي تحرقهم ولا يزال متحفظاً أمام الخيارات التي تبدو لهم جذرية كعسكرة الثورة أو الدعوة الى تدخل عسكري أجنبي، كما لو كانت خيارات متاحة فعلياً. كما يحق للسوريين الساعين الى التغيير الديموقراطي أن ينتقدوا مواقف أو مبادرات المجلس الوطني السوري وأن يهاجموا تصريحات رئيسه واقتراحاته ومساعيه معتبرين، مثلاً، أن هناك أولويات غير حماية الشعب السوري من القتل، مع الإشارة إلى أن بعض المعارضين يتناسون أحياناً أولوية معارضة النظام الأسدي، وفي شكل أوضح إسقاطه الذي هو من مطالب الشعب
وربما يحق أيضاً لأشقاء الشعب السوري وأصدقائه من عرب وغير عرب الداعمين بصدق لنضاله البطولي والحريصين على حياة أفراده وسلامة وطنه، أن يعبروا عن تحفظاتهم على بعض خطوات برهان غليون الذي عرفه وتابعه الكثير من المثقفين والمناضلين في نشاطه الأكاديمي والسياسي المعروف عبر السنين
لكن، في المقابل هل يحق لعدد من الخائضين في صراعات داخلية في بلادهم أو لهؤلاء الذين يناضلون من أجل محاور إقليمية وانتصارات وهمية أن يتهجموا على شخص اختير توافقياً ويتقدم عربياً ودولياً كممثل لمساعي الشعب السوري وتصميمه على التحرر من الطغيان؟ هل يمكن أن يصغي الشباب السوري الذي له مآخذ على برهان غليون لمقولة إنه لا يصلح لتمثيل ثورته بسبب ذوقه في الأكل واللباس كما جاء بتوقيع أحد «الشعراء»؟ إن الشعب السوري «العارف طريقه» كما يردد، يعرف أيضاً صديقه
الحياة – الاربعاء، 21 ديسيمبر 2011
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/341547