رابطة الكتاب السوريين : بيان حول مذبحة بلدة التريمسة – تحت التوقيع
بأصوات جريحة يكاد يقطر منها دم الأبرياء في كل بقعة من بقاع بلادنا المستباحة سوريا نكتب هذا النداء ونوجهه إلى المجتمع الدولي بأسره من خلال مجلس الأمن الدولي، أو من خلال تجمع أصدقاء سوريا، مطالبين هذا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري عن طريق قرار أممي تحت الفصل السابع أو عن طريق تحالف مساند للشعب السوري من خارج المجلس للعمل الفوري على وقف آلة الموت الجماعي التي يحركها النظام الإجرامي الفالت من كل عقال في سوريا (بشراكة ودعم مباشر من كل من إيران وروسيا والصين وبغطاء مريب من المبعوث الدولي كوفي عنان) وهو نشاط إجرامي، عجز المجتمع الدولي عن لجمه، حول بلادنا على مدار عام ونصف العام إلى مسلخ بشري ومسرح لسلسلة لا تتوقف من الجرائم الجماعية والانتهاكات الجسيمة التي بلغت حدود الابادة الجماعية المنهجية بحق المدن والقرى والبلدات المناصرة للثورة السورية وهي افعال شنيعة ارتكبتها وترتكبها قوات جيش وشرطة عسكرية واجهزة امنية وعصابات شبيحة تابعة للنظام تركت وراءها آلاف الضحايا وعشرات الاف الجرحى. ومئات آلاف المفقودين والمعتقلين ومليوني مهجر داخل سوريا وخارجها ودمار وموت في كل مكان.
ومع المذبحة الرهيبة في بلدة التريمسة التي ذهب ضحيتها نحو 250 ضحية بريئة ين طفل وامرأة وشيخ وشاب قتلوا بأبشع الطرق على أيدي القوات النظامية، نقول، إن عنان الذي شل يد القوات الدولية في راوندا، كما هو معروف، وفشل في وقف الذبح في البوسنة وقال في وصف مذابح الصرب في البوسنة إنها تسببت بالعار الذي كلل جبين الأمم المتحدة، إن عنان هذا مدان اليوم من طرفنا لكونه أعطى المهلة تلو الأخرى لنظام كلما أعطي مهلة كلما رفع فاتورة الضحايا الذين يزهق أرواحهم، واعتبر نفسها منتصرا، وهو مطالب بأن يعلن فشله في وقف المذابح في سوريا ويحيل ملف سوريا على مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بوصفه ملفا لجريمة الإبادة الجماعية بحق الإنسانية.
ونطالب نحن الكتاب السوريين المجتمع الدولي بالاعتراف بأخطائه الجسيمة بحق الشعب السوري المكافح لأجل حريته، وتلكؤه العجيب عن نجدة شعبنا وبإعلان فشل مهمة المبعوث كوفي عنان إلى سوريا، وبسحب هذا المبعوث لكونه لم يتمكن من عمل شيء للسوريين، ولم يحل دون وق فيوع المجازر المريعة في سوريا وآخرها المجزرة المخيفة في « التريمسة » والتي يتراوح عدد ضحاياها المائتين وخمسين ضحية بين طفل وامرأة وشيخ وشاب قتلوا بأبشع الطرق على أيدي القوات النظامية.
كما نطالب بالتحرك بصورة جدية لوقف آلة الموت التي يحركها هذا النظام، وتمكين السوريين من الحصول على السلاح للدفاع عن أنفسهم عن طريق الجيش الحر الذي تحول إلى جيش وطني يذود عن حمى السوريين ويدافع عن ارواحهم، وهو ما يمكنهم من تحقيق ما ثاروا لأجله منذ سنة ونصف السنة وبذلوا لأجل تحقيقه الدماء الغزيرة والتضحيات الجسيمة.
أخيرا ندعو جماهير شعبنا إلى تكثيف التظاهر اليومي والإضراب الكامل وصولا إلى العصيان المدني التام حتى إسقاط النظام، لنعتمد على أنفسنا أيها السوريون على جيشنا الحر وشبابنا المكافح لأجل سوريا حرة ديمقراطية لكل أبنائها. ولا عزاء للسوريين في هذا اليوم الاليم الذي تتكشف فيه المذبحة تلو المذبحة إلا برحيل النظام الإرهابي وخلاصهم من كابوس آل الأسد وعصاباتهم المجرمة.
ونطالب « المجلس الوطني السوري » وسائر فصائل المعارضة الساعية لاسقاط النظام بالتحرك بفعالية أكبر للضغط على المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية لتضلع بدورها الإنساني المطلوب منها لوقف الجرائم والفظاعات المرتكبة بحق الإنسانية في سوريا.
نريد لمذبحة التريمسة الرهيبة أن تكون الأخيرة على أرض سوريا الحبيبة.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للشعب السوري العظيم
رابطة الكتاب السوريين
Date : 13/07/2012