رسالة مفتوحة من ثلاث روابط سورية إلى الشعب العربي حول مجازر النظام الاسدي في سوريا وآخرها مجزرة داريا
رسالة تحت التوقيع إلى الشعب العربي وقواه الحية
حول مجازر النظام في سورية
(للتوقيع)
بأرواح مفجوعة وغاضبة نتوجه نحن الكتاب والفنانين والصحافيين السوريين المنضوين في « رابطة الكتاب السوريين » و »تجمع فناني ومبدعي سوريا لأجل الحرية »، ورابطة الصحافيين السوريين » برسالتنا المفتوحة هذه مخاطبين القوى الشعبية العربية المعبرة الضمائر الحية الباقية في شعوبنا العربية، من خلال الهيئات والمنظمات المدنية من روابط أهلية وبينها روابط الكتاب والفنانين والصحافيين والمحامين والحقوقيين والأطباء، وغيرهم ممن يعبرون عن روح الشعب العربي، مطالبين أن تتجاوزوا العجز والخذلان العربيين وتنهضوا للقيام بواجبكم الاخلاقي نحو شعبنا السوري المكافح لأجل الحرية الذي يتعرض للإبادة اليومية.
نكتب إليكم مفجوعين وغاضبين، وبينما نحن نكتب تتسارع الأخبار: ويسجل شريط الموت اليومي سقوط 440 روحا بريئة جديدة في سوريا… أكثرهم في مجزرة داريا.
نكتب إليكم متطلعين أن تقوموا بواجبكم في دعوة الشعوب العربية إلى التظاهر في الشوارع نصرة لشعبنا السوري الذبيح على يد الطغمة الحاكمة من آل الأسد وعصاباتهم التي تقوم بجرائم الإبادة على مسمع ومرأى العالم أجمع من دون أن يهتز لأفعالها المزلزلة ضمير عربي أو عالمي.
نتطلع إليكم يا إخوتنا في الفكر والأدب والفن والتعبير لتكونوا سندا لشعبنا المكلوم وقد جاوز الطغاة المدى ولم نعد نجد في قواميس اللغة كلمات تصف جرائمهم المروعة بحق شعبنا الحر.
نخاطب ضمائركم وهممكم أن تقفوا إلى جانب شعبنا الباسل المطالب بالحرية في محنته الكبرى، وقد انزل فيه آل الأسد السفاحين المصائب والكوارث هدما وحرقا وتقتيلا ولم يستثنوا من القتل طفلا رضيعا أو شيخا أو امرأة جوابا على طلبهم الحرية ولم يتركوا آلة تفتك بالبشر لم يستعملوها في لحم شعبنا الأعزل هادفين من وراء ترويعه إخضاعه وإعادته ذليلا مكبلا إلى بيت الطاعة.
ننتظر مساندتكم من خلال عمل مباشر يترجم إلى افعال:
دعم ومساندة بالدواء وإمكانات الصمود المختلفة لأهلنا في الداخل السوري، وبالتواصل مع اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم داخل وخارج سوريا حوالي مليونين ونصف المليون بين نازح ولاجيء ومشرد، يقدر عدد الموجودين منهم في مخيمات دول الجوار وخصوصا الأردن، تركيا، لبنان، العراق حوالي نصف المليون نسمة، وعدد المسجل منهم في قوائم اللجوء حوالي 340 الف نسمة.
كذلك عن طريق دعوة النقابات والجامعات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة إلى الإضراب والتظاهر وتوجيه رسائل إلى الحكومات العربية للضغط عليها بهدف دفعها إلى التحرك بصورة جدية لوقف المذبحة في سوريا.
توجيه الرسائل إلى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومختلف المنظمات العربية والدولية المعنية ومطالبتها بفتح تحقيق دولي بالمذابح التي يرتكبها النظام وسوق القتلة الى المحاكم الدولية.
استنكار غياب الصليب الأحمر والمنظمات الانسانية والحقوقية الدولية عن الساحة السورية غيابا مريبا، ودعوتها إلى الاضطلاع بدورها والقيام بواجبها الانساني والأخلاقي والعملي نحو المدنيين السوريين.
من جهة أخرى. يهمنا أن نصارح إخوتنا العرب بأن المؤامرة على شعبنا مصدرها كما ثبت بالقطع ليس النظام الأسدي وحده بل ومعه شريكاه في الجريمة إيران التي تساند القتلة والسفاحين بالمال والسلاح والعتاد وكل مستلزمات الموت التي يستعملها النظام السوري وروسيا التي توفر الغطاء السياسي العالمي له.
ففي الوقت الذي استعمل فيه الروس الفيتو ثلاث مرات ضد حماية شعبنا من الموت، مول النظام الايراني الحرب على شعبنا بصورة كاملة، بما في ذلك المبالغ التي يطلبها الروس ثمنا للسلاح والدعم الدبلوماسي، ولم يخف النظام الايراني عزمه على إخضاع الشعب السوري بأي ثمن، كما يفعل مع شعبه نفسه، وكل يوم يصل رسله ومبعوثوه إلى دمشق حاملين رسائل الدعم للنظام والتهديد والوعيد للشعب السوري، وخلاصة الخطاب الإيراني: ممنوع على السوريين الخلاص من نظام الأسد، « لن نسمح بسقوط الأسد ».
والواقع ان الحكام الايرانيين الذين يحتلون إرادة ثلاث عواصم عربية هي: بغداد، بيروت، دمشق، إنما باتوا يديرون بأنفسهم آلة القتل في سوريا، ليمنعوا إفلات عاصمتنا العريقة دمشق من منظومة الحلف الإيراني، وهو ما يعني انفراط عقد الاحتلال السياسي لهذه العواصم المشرقية، وهروب ورقة فلسطين، وانكفاء إيران بالتالي إلى جغرافيتها، وخروجها بصورة نهائية من قواعدها المطلة على المتوسط.
هذا ما يفسر شراسة المعركة الإيرانية – الأسدية ضد الشعب السوري، وتجاوز الجريمة كل الحدود، بحث أصبح القتل بالجملة والاعدامات الجماعية في العاصمة دمشق، وصارت اسماء البلدات السورية أسماء لمجازر جماعية مروعة فاقت ببشاعتها مجازر الإسرائيليين بحق شعبنا الفلسطيني، وآخرها مجزرة داريا في نواحي دمشق التي تجاوز عدد شهدائها من الأطفال والنساء والشبان والشيوخ الثلاثمائة نسمة قتلت بالرصاص والسكاكين والبلطات والحرق.
وفي الوقت الذي ندين فيه سياسة إيران الرسمية نحو سوريا لاننسى أن نتوجه نحو ثورة الشباب الإيراني ومعها الحركة الخضراء في إيران، حركة الشعب الإيراني الحرّ مطالبين إخوتنا هؤلاء في النضال من أجل الحرية أن تتحركوا نصرة للشعب السوري وفي ذلك نصرة لمبادئهم النبيلة وإنسانيتكم
نريد مواقف منكم.. على الأرض، مظاهرات في الشوارع تضامنا مع شعبنا وانتصارا لقضيتنا المشتركة. يمكنكم أن تتحركوا داخل إيران وخارجها ضد مشاركة الخامنئية في الجريمة السورية. قولوا لحكومتكم غير الشرعية وللعالم: كف كفى قتلا باسم الايرانيين. ليس باسمنا ترتكب الجرائم في سوريا أيها القتلة.
من قلوبنا المجروحة والمحروقة نقول لكم كفى صمتا وخذلانا أيها العرب، فالصمت والخذلان هما ما جعل الجسد السوري الجماعي طعما للمذابح… في وطن يحترق ويهدم على رؤوس ابنائه النبلاء الثائرين لأجل الحرية ليل نهار منذ سنة ونصف السنة، والموت يتربص بهم في كل وقت وكل مكان، فلم تبق بقعة من سوريا لم ترتو بدم شهيد لأجل الحرية.
كفى صمتا وخذلانا للسوريين الثائرين لأجل الحرية، فهم يقاتلون اليوم في الخندق المتقدم دفاعا عن حريتهم ووجودكم أيها العرب بإزاء عدو لئيم شريك موضوعي للعدو الإسرائيلي هو العدو الإيراني ممثلا بدولة خامنئي الذي يعمل منذ سنوات طويلة على تحويل سوريا إلى دولة ذيلية ملحقة بإيران الدولة الاستبدادية ذات المشروع القومي – الديني المعادي للديمقراطية .
نهيب بكم أيها الأحرار كتابا وشعراء وفنانين وصحافيين وقوى حية؛ منظمات أهلية ومدنية وشخصيات حرة أن تقوموا بواجبكم العاجل نحو شعبنا الحر، لأن انتصار الثورة السورية شرط لازم لانتصار الديمقراطية في المشرق العربي.
لا لآل الاسد الطغاة السفاحين،
لا لسوريا ذيلا لإيران أو لغيرها،
لا للعجز والصمت العربيين والدوليين،
نعم للحرية ودولة المواطنة التي ثار الشعب العربي ومعه الشعب السوري لأجل تحقيقها.
المجد لشهداء شعبنا الأحرار
التوقيع:
رابطة الكتاب السوريين
تجمع فناني ومبدعي سوريا لأجل الحرية
رابطة الصحافيين السوريين
من بين الشخصيات التي وقعت البيان:
صادق جلال العظم، فارس الحلو، أسامة محمد، نوري الجراح، جودت سعيد، فرج بيرقدار، عصام العطار، سمر يزبك، صبحي حديدي، سلامة كيلة، سميح شقير، لينا الطيبي، عامر مطر، غالية قباني، مفيد نجم، خلدون الشمعة، لويز عبد الكريم، جورج صبرة، رشا عمران، حسام الدين محمد، بشير البكر، عاصم الباشا، عبد الناصر العايد،