سكان حمص يوجهون نداء استغاثة إلى العالم – المنظمة العربية لحقوق الإنسان
سكان حمص يوجهون نداء استغاثة إلى العالم
قصف عشوائي بمدافع الدبابات .. أعمال سلب ونهب .. اغتصاب النساء والفتيات
تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن بالغ صدمتها إزاء الكارثة المفزعة التي تمر بها مدينة حمص منذ مساء أول من أمس الأحد 16 أكتوبر/تشرين أول الجاري، والتي أدت في أدنى التقديرات إلى سقوط 35 شهيداً من المدنيين وإصابة المئات من سكان المدينة، فضلاً عن اغتصاب عشرين من النساء والفتيات.
ولقد تضمنت التفاصيل المفجعة التي حملها للمنظمة شهود عيان في مدينة حمص، بينهم ناشطون سياسيون وحقوقيون ودعاة للديمقراطية والإصلاح، قيام الدبابات باقتحام واسع للعديد من أحياء المدينة في حوالي الساعة الثامنة مساء، والاستخدام المفاجئ للمدفعية الثقيلة للدبابات جنباً إلى جنب مع الأسلحة الرشاشة الثقيلة، وكلا السلاحين استخدم على نحو مقصود أحياناً وعشوائي غالبا، يرافقه إرهاب وذعر بواسطة التحليق المكثف للطائرات المروحية « الهليوكوبتر » التي عمل بعضها على مطاردة جماعات السكان الفارين من قصف الدبابات.
وقد شمل القصف أحياء باب السباع، والخالدية، والبياضة، ودير بعلبة، وخضر، والكفور، وبابا عمرو، والإنشاءات، وشمل كذلك هجمات لقوات راجلة مصحوبة بميليشيات الشبيحة، والذين قاموا سوياً باقتحام العديد من المنازل والمحلات التجارية التي قاموا بكسرها وسرقة محتوياتها وتخريبها وحرق بعضها.
كذلك قامت مجموعات من القوات النظامية والشبيحة باختطاف العديد من النساء والفتيات من بين ذويهن، واصطحابهن إلى أماكن غير معلومة، وأكدت مختلف الشهادات أن هؤلاء النسوة يتعرضن للاغتصاب على أيدي الجنود والشبيحة، وهي الظاهرة التي باتت تنتشر في غالبية المدن والمناطق السورية الثائرة على النظام القمعي والاستبدادي الذي أصبح يفتقد كل معاني الوطنية والأخلاق بعد ان افتقد شرعيته.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد جددت القوات العسكرية والأمنية حصارها شبه الشامل على غالبية أحياء المدينة، وهو الحصار الذي يمنع كافة أنواع حركة السكان دخولاً أو خروجاً، كما يترافق مع المنع التام الإمدادات الغذائية والطبية، والقطع الجزئي لخدمات المياه والكهرباء والاتصالات الجوالة والأرضية.
فضلاً عن ذلك، فقد منعت قوى الاستبداد وصول الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف لإغاثة الجرحى الذين يُرشح أن ينضم العشرات منهم إلى عداد الشهداء، بل واستخدموا كذلك عربات الإسعاف لنقل ميليشيات الشبيحة إلى بعض مناطق التجمعات السكانية للاعتداء على السكان.
يُذكر أن المنظمة كانت قد وثقت خلال الشهور الثلاثة الماضية قيام أجهزة الأمن باعتقال العديد من الأطباء في المستشفيات الحكومية والخاصة لقيامهم بالاجتهاد والتحايل على الحصار الأمني لإسعاف العشرات من الجرحى في مناطق متعددة من أقضية حمص، ولا يزال هؤلاء معتقلون حتى الآن.
القاهرة في فجر 18 أكتوبر/تشرين أول 2011
Arab Organization For Human Rights ، AOHR
المنظمة العربية لحقوق الإنسان، منظمة دولية غير حكومية تعمل من أجل تعزيز احترام وحماية حقوق الإنسان في الوطن العربي، تأسست في العام 1983، وتتخذ من القاهرة مقراً لأمانتها العامة بموجب اتفاق مقر موقع مع الحكومة المصرية، ولها 22 فرع ومنظمة عضوة في 15 بلداً عربياً و3 دول أوروبية، وحاصلة على الصفة الاستشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، وصفة العلاقات التنفيذية لدى منظمة اليونسكو، وصفة المراقب باللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بالاتحاد الأفريقي، وصفة المراقب باللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية