شوارعنا ملوّنة: في سورية لتمجيد الاختلاف قبل الموت – عامر مطر
«شوارعنا ملوّنة» في سورية لتمجيد الاختلاف قبل الموت
يرى المشرفون على الحملة أن هذا الوعي الوطني الذي أثبته الشعب السوري طوال أكثر من سنة على عمر ثورتهم، يستحق الاحتفال باليوم السوري للتعددية، لمواصلة طريقهم نحو الحرية. وللوقوف في وجه الإعلام الذي يعتبرهم طرفاً في «حرب طائفـــية»، عوضاً عن وصفهم بمواطنين يطالبون بالتغيير وبالحريات، جاءت فكرة تنظيم حملة «شوارعنا ملوّنة» في مناطق سورية عدة تبدأ من مارع وتنتقل خلال الأسابيع المقبلة إلى مناطق أخرى.
نظّمت «شوارعنا ملوّنة» حملة رسوم غرافيتية على الجدران، اعتمدت الأعمال فيها على عبارات تدين السلوك الطائفي، إضافة لاستخدام وجوه شهداء من طوائف مختلفة، كالسينمائي الشاب باسل شحادة الذي قتلته قذائف الجيش السوري في مدينة حمص، والمعارض الكردي المعروف مشعل تمو. وأثناء تلوينه أحد جدران بلدة مارع، قال عسكري منشقّ عن جيش النظام، أنه لا يستطيع قتل الأبرياء، لذلك «تركت سلاحي وجئت إلى مارع لأساهم في تلوينها قبل هروبي إلى خارج البلاد». وقدّمت الحملة عروضاً غنائية على مسرح البلدة «المحررة» كما يصفها سكانها، غنت فيها فرقة «تمرّد» مجموعة أغاني الثورة مثل «يالله ارحل يا بشار» للشهيد إبراهيم القاشوش و»جنة جنة» لمغني حمص عبد الباسط الساروت. خلال الحفلة، عُرضت رسالة مصورة للمغني سميح شقير من باريس حيّا فيها المحتفين باليوم السوري للتعددية في مارع، كمشاركة رمزية في حدث وصفه بالتاريخي. كما عرضت مجموعة أفلام من إنتاج مؤسسة الشارع للإعلام، مثل «تهريب 23 دقيقة ثورة»، وفيلم «آزادي»، وفيلم الكرتون «إيد وحدة» الذي أنتجته مؤسسة «آفاق».
لم ينشر المكتب الصحافي للحملة برنامج العروض، خوفاً «من صواريخ قد تسقط لتمنع عرض فيلم عن وحدة الشعب السوري في مواجهة الطاغية في ساحة ما، أو من رصاص قد يخترق قماش لوحة رسم عليها حلم طفل سوري»، بحسب البيان الذي وزّعته الحملة.
ويؤكد منظمو الحملة أنها «مبادرة تأتي الآن لتأكيد أهمية سلميّة الثورة، وإبراز الوجه الجميل لتضحيات الشعب السوري خلال محاولاته لكسر حواجز الخوف والظلم والصمت». يذكر أن الحملة، هي امتداد لـ «احتفالية الشارع السوري» التي قدمت مجموعة من التظاهرات الفنيّة والثقافيّة داخل وخارج سورية، وهي من تنظيم تنسيقية مارع ومؤسسة الشارع للإعلام بالتعاون مع لجان التنسيق المحليّة.