قطار الحرية يحمل معاناة الشعب السوري إلى ستراسبورغ – العربيه
سياسيون وفنانون فرنسيون يطالبون البرلمان الأوروبي بدعم الثورة السورية
ستراسبورغ – سعد المسعودي
في قطار الحرية من أجل الشعب السوري، تجمع سياسيون وبرلمانيون ومثقفون وفنانون فرنسيون إلى جانب أبناء الجالية السورية في محطة قطار الشرق الباريسية حاملين أعلام الثورة السورية وأوجاعها قبل التوجه الى مدينة ستراسبورغ، مقر البرلمان الاوروبي ومؤسسات تابعة للمفوضية الأوروبية، ليشكون هموم الثورة وهموم ابنائها وظلم نظام بشار الأسد لهم
وتقول امرأة سورية جاءت مع أطفالها: « أتمنى من البرلمان الأوروبي أن يستمع الى مطالب أهلنا في الداخل وهو يعاني من بطش نظام بشار الأسد والنقص الحاد في الدواء والغذاء ونقص المحروقات ونحن في عز الشتاء
حمل أصدقاء الشعب السوري من السياسيين والدبلوماسيين مطالب الشعب السوري وبعض الرؤى لإيقاف حمام الدم وقسوة النظام ضد المدنيين
وقال أيف أوبان، سفير فرنسي سابق في تونس، لـ »العربية »: « طالبنا البرلمان الأوروبي بمساعدات مدنية عاجلة وأن يسمح بحضور وتواجد المنظمات الإنسانية في المدن السورية لمعرفة مايجري وإيقاف العنف ونحن نعرف أن غياب منظمات المجتمع المدني تجعل نظام الأسد يتفرد في بطشه لأنه دون رقيب. طالبنا أن نكون متواجدين على الأرض لنرى ماهو حجم الدمار الذي خلفه قصف الطائرات. هل يعقل أن تقصف مدن وقرى سورية بسلاح حاكمها »
وما إن وصل قطار الحرية الى مدينة ستراسبورغ حتى استقبلتهم المنظمات والجمعيات الناشطة في حقوق الإنسان وناقشت مع ضيوفها في المسرح الوطني أهم المطالب العاجلة التي تم طرحها لاحقاً على أعضاء البرلمان الاوروبي، وهي مطالب تلخصت في المعونات الانسانية من دواء وغذاء واعتراف كامل بالثورة السورية وائتلافها الموحد. كما تحدث بعض الأطباء الفرنسيين القادمين من الداخل السوري عن معاناتهم هناك
وقالت ماريان دو سارنيه، عضوة البرلمان الأوروبي: « إنني كنت على الحدود السورية التركية مع زملائي من البرلمان الأوروبي وتعرفت على احتياجات الشعب السوري وماناقشناه اليوم هو العمل فوراً على إرسال ماهو عاجل والبدء بتدريب كوادر من المعارضة لقيادة سوريا مابعد النظام الحالي »
أما جاك راليت، وزير الصحة الفرنسي الأسبق، فركز على شهادات الأطباء العائدين من الأراضي السورية المحررة وماتعانيه من نقص حاد في الدواء وافتقار المستشفيات الى الكثير من المواد الطبية ولاسيما التي تستخدم في العمليات الحرجة وحالات الحروق والإصابات المباشرة بسبب القنابل المحرمة دولياً
فيما قدم الطبيب رافييل بيتي، العائد من حلب، شهادات حية عن صعوبة إسعاف المرضى السوريين داخل المستشفيات الميدانية داخل الأراضي السورية وعدم وصول المساعدات الإنسانية الدولية إليها وكيف قضى عشرة أيام في أكتوبر الماضي بمستشفى بحلب دون دواء وخيوط للعمليات وكيف كان يجري عمليات على ضوء الشموع
تبرع البرلمان الأوروبي، بعد ان استمع الى شرح مفصل عن مايجري في الداخل السوري، بـ250 مليون يورو، وناقش مع القادمين في قطار الحرية رؤية البرلمان الأوروبي لإصلاح البنية التحتية مابعد رحيل بشار الأسد
وأكد منذر ماخوس، سفير سوريا الجديد في باريس، لـ »العربية » أهمية هذه الرحلة التي بادر بها الجانب الفرنسي ودعمها مركز رجال الأعمال السوريين وبعض المنظمات الإنسانية لأنها ستجتمع وجهاً لوجه مع أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، وأضاف: « سنوصل صوتنا مباشرة وهناك استجابة لمطالبنا وأنا تلقيت الكثير من المساعدات التي شأشرف على إرسالها مع اخواني في المعارضة السورية في فرنسا الى الداخل السوري »
من جانبها، تحدثت الناشطة السورية سمر يزبك عن دور المرأة في الثورة السورية وضرورة إشراكها في اتخاذ القرارات والصعوبات التي تواجهها مع بعض المجموعات المتطرفة التي قالت إنها « ستخرج السوريين من ديكتاتورية لتضعهم في ديكتاتورية أخرى »
في رحلة قطار الحرية والذي رافقته « العربية »، حمل شعارات « واحد واحد واحد الشعب السوري واحد » و »الله يحي الجيش الحر وتحيا الثورة السورية » و »يسقط بشار القاتل »، وأذيعت أغنيات على مدى ساعتين في إذاعة داخلية لراكبي قطار الحرية وهي حالة جديدة لم يتعود عليها سائقو القطارات في محطات القطارات السريعة، لكن القطار السريع الذي يحمل رقم 2454 الذي يربط بين مدينتي باريس وستراسبورغ كان مختلفاً في رحلته التي تعالت فيها أصوات أغنيات الثورة السورية والشعارات المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد وأغنيات سورية قديمة وأصوات تردد على مسامع راكبي الرحلة: « مرحبا بكم أنتم على متن قطار الحرية »
Pour voir la vidéo cliquer sur ce lien : http://www.alarabiya.net/articles/2012/12/14/254994.html
Date : 14/12/2012