كاتبة سورية تصف الحال الكارثية ببلادها
أشارت كاتبة سورية إلى أجواء الخوف والرعب التي تنتاب الأطفال السوريين في ظل استمرار قوات الرئيس السوري بشار الأسد بقصف المدن والبلدات السورية بالطائرات الحربية والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وتصف الروائية والصحفية سمر يزبك في رحلتها المحفوفة بالمخاطر من تركيا إلى مدينة سراقب بمحافظ إدلب الأطفال والنساء وهم يهرعون فارين بجلودهم كي يختبئوا في الملاجئ، موضحة أن الأطفال المرتعبين في شمالي البلاد بدؤوا يميزون بين أنواع القذائف ويخمنون مدى قرب مكان سقوطها أو بعده، لا بل الجهات التي انطلقت منها القذائف وإليها.
كما تصف مرورها ليلا عبر بلدة الأتارب غربي حلب في شمالي سوريا وهي في طريقها إلى داخل البلاد المأزومة قادمة من الحدود التركية ومتجهة إلى مدينة سراقب في محافظة إدلب برفقة عدد من الحراس، وتقول إنها عندما شاهدت ما جرى لبلدة الأتارب المنكوبة، أدركت المعنى الحقيقي لكلمة « إبادة »، موضحة أن قوات الأسد كانت قد دمرت المنازل وسوتها بالأرض بالكامل.
وتضيف بالقول إن الشوارع الفارغة في الأتارب كانت قد امتلأت بالحفر بفعل القذائف، وإنه لم يكن يسمع في البلدة ولا حتى عويل الكلاب، فقد تحولت البلدة التي كانت مأهولة فيما مضى إلى بلدة أشباح، وقد تناثرت فيها بقايا دبابات الأسد المتفحمة.
حصار ودمار
وتواصل يزبك روايتها فتقول إنه كان ينبغي لها الرقود في الفراش بعد رحلتها الشاقة والمرعبة من تركيا إلى مدينة سراقب السورية، ولكن مضيفيها ظلوا طوال الليل يحدثونها عما جرى لمدينتهم المنكوبة أيضا بفعل قذائف ونيران قوات الأسد وشبيحته.
وتقول إن المضيفين وصفوا لها كيف تعرض جيرانهم للقتل، وكيف قام شبيحة الأسد باعتقال وتجميع الشباب وإعدامهم في ساحة المدينة، خاصة أن سراقب كانت من أوائل المدن التي ثارت ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مما جعل المدينة وأهلها يتعرضون للحصار والقصف والاعتقالات والقتل والدمار.
وتضيف أنه بالرغم من أن خمس كتائب من الجيش السوري الحر تتمركز الآن في مدينة سراقب بهدف حمايتها، إلا أن بعض قناصة الأسد لا يزالون يتربصون بالمدينة وأهلها، وإن قيادات القناصة التابعين للأسد اتخذت من مبنى الإذاعة والتلفزيون وسط المدينة مقرا لها.
وتقول يزبك إنها التقت مجموعات من الجيش السوري الحر في بلدة بنش بمحافظة إدلب، وإنها صافحتهم جميعهم باستثناء واحد وضع يده على صدره منحنيا باحترام، موضحة أنهم ليسوا جماعات إسلامية متطرفة كما تصفهم بعض وسائل الإعلام.
وتضيف إنها لم تلحظ ما يشير إلى وجود لتنظيم القاعدة أو السلفية في شمالي سوريا، بالرغم من أن بعض شباب الجيش الحر أخبروها أن ثمة عددا قليلا من السلفيين الجهاديين بدؤوا يظهرون في المنطقة.
وتقول يزبك إن الجيش الحر يتكون من كتائب متعددة، وإن من بينهم العلمانيين والمسلمين المعتدلين والناس العاديين الذين انضموا للجيش السوري الحر بهدف الدفاع عن مدنهم وبلداتهم وأهاليهم، مضيفة أن شباب الجيش السوري الحر أخبروها أنهم والطائفة العلوية عبارة عن إخوان، وأنهم لم يفكروا أبدا بالطريقة العنصرية وبالفتنة الطائفية التي يحاول نضام الأسد زرعها وبثها بين السوريين.
كما تصف يزبك الحال الكارثية لشمالي سوريا في ظل انقطاع الماء والكهرباء ونقص الغذاء والدواء، في المناطق المنكوبة التي تتعرض لقصف مستمر بالمدافع وراجمات الصواريخ والطائرات.