كفرنبل في باريس.. ترفض بيع رسوماتها – أحمد صلال
أورينت نت – أحمد صلال | باريس
في غاليري وسط العاصمة الفرنسية باريس، وتحديداً في حي الباستيل,أقامت جمعية « سوريا حرية » ليلة الجمعة الفائتة, تظاهرة ثقافية تحت عنوان « كفرنبل ثورة ورسوم », حيث تم عرض رسومات من بلدة كفرنبل تؤرخ للثورة السورية فنياً, والقاسم المشترك بين كل اللوحات ثيمة الحرية
انطلقت الفكرة من قيام ثلاثة شباب سوريين يقيمون في فرنسا, بزيارة للشمال السوري وذهابهم لبلدة كفرنبل والتقائهم برسامي البلدة ونشطائها, وتم الطلب منهم عرض هذه اللوحات في فرنسا, وبالفعل لاقى الطلب قبول لدى القائمين على مشروع الرسومات, شريطة عدم عرضها للبيع لما تشكله من قيمة أخلاقية وثقافية وثورية, ليس للبلدة وحسب, وإنما للضمير الجمعي السوري. هكذا تحدث « عمر عناية »,أحد أصحاب الفكرة وعضو جمعية سوريا حرية. « عناية » لفت النظر إلى صعوبة المهمة حيث تم نقل هذه الرسومات من البلدة إلى العاصمة-باريس-ثم إجراء صيانة لها بوساطة خبراء نتيجة تعرض بعضها لتشويهات
وحول الهدف الجوهري من هذه التظاهرة, تحدث « عناية » عن ضرورة إبراز الوجه المدني والحضاري والثقافي للثورة السورية,الذي غيبه – عن قصد أو بدون- الإعلام العربي منه والدولي,راغباً بالتوجه للمتلقي الفرنسي عبر مواجهة ثقافية,تبرز تاريخ هذه البلدة التي أثبتت على مدى عمر الثورة,أنها قلعة صمود وتحدي في وجه النظام,وذلك عبر التظاهر السلمي والرسومات وثقافة السخرية,مستشهداً,عناية,بأن هذه البلدة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ25ألف نسمة لم تتخلف عن جمعة للتظاهر على الرغم من قمع ووحشية واستبداد آلة حرب النظام في سوريا
الرسومات التي عرضت أعطت هوية ممميزة للثورة السورية,حيث أحدثت قطيعة مع ماضي الرسوم في سوريا,وانهمكت في البحث في التفصيلات اليومية للثورة السورية,سواء السياسية منها أو العسكرية وحتى تلك الاجتماعية,وبطريقة كاريكاتورية ساخرة.والأهداف والنوازع السياسية لم تعيق انسيابية الفن,الذي حافظ على نسبية عالية من حياديته الموضوعية.الخصائص المحلية حضرت بكل قوة ولكنها بقيت في جانب منها منفتحة على الفضاءات الخارجية بما يتصل بهمها المحلي,مستفيدةً من تراكمية الخبرات على مدى السنتين ونيف من عمر الثورة
الجمهور السوري والفرنسي والعربي الذي احتشد في الافتتاح,كان على موعد مع حفلة موسيقية,أحييها الموسيقي الفرنسي يان بيتر والموسيقية السورية نسيم جلال,بيتر ونسيم بنت بلدة كفربنل, قدموا للجمهور مقطوعات موسيقية بمنتهى الروعة, كانت ثمرة الانسجام بين العود العربي,الذي بثه الفرنسي بيتر كل أحاسيسه, وحاورته السورية جلال على آلة غربية هي الفلوت. وأعقب الأمسية الموسيقية عرض فيلم وثائقي عن بلدة كفرنبل بعنوان « كفر نبل قلعة الصمود » تتطرق لتاريخ البلدة خلال الثورة السورية وأهم محطاتها
التظاهرة التي نظمتها « جمعية سورية حرية » كما أسلفنا, جعلت فاعليتها مجانية بقصد تحقيق الغرض المتوخى منها, وحضور أكبر عدد ممكن من الجماهير, للتعريف بالثورة السورية وأحقية مطالبها
Source : http://www.orient-news.net/index.php?page=news_show&id=5687