لأول مرة فى التاريخ: اقتلاع حنجرة فنان سورى لأنه يغنى للحرية – سمير فريد
لو لم أكن أؤمن بأن كل شعوب الأرض سواسية، رغم اختلاف الثقافات من حيث وجود الأخيار والأشرار، ووجود العناصر المشتركة بين البشر جميعاً، لقلت إن شعب سوريا هو أعظم شعوب الأرض، ولو لم أكن أؤمن بأن كل إنسان فى هذه الدنيا يتوق للحرية: حرية الفكر والعمل والحياة، حيث يريد وكما يرغب، لقلت إن ثورة شعب سوريا من أجل الحرية أعظم ثورات التاريخ
دعك من النقاش حول تعريفات الثورة، ودعك من حسابات الغرب والشرق التى تظهر الوجه الآخر للإنسان فى أسفل سافلين، ودعك من المقارنة بين ثورة سوريا وثورتى اليمن وليبيا. نعم دماء شهداء الحرية غالية ولها القيمة نفسها فى كل مكان، لكن شعب ليبيا لا يواجه جيش ليبيا، وإنما مرتزقة القذافى، وشعب اليمن لا يواجه جيش اليمن، وإنما حراس صالح، أما شعب سوريا فهو يواجه جيش سوريا الذى أصبح جيش بشار وليس جيش الوطن. وحلف الناتو العسكرى يساعد ثوار ليبيا، وقبائل اليمن تساعد ثوارها، والكاميرات تتابع ما يحدث فى ليبيا واليمن، لكن شعب سوريا يواجه الدبابات والطائرات والمدافع طوال الليل والنهار، وممنوع الاقتراب أو التصوير
أثناء حكم صدام حسين للعراق الذى قام ببناء ٧٢ قصراً، وأحاط صورته بأسماء الله الحسنى الـ٩٩، وكان يحتفل بعيد ميلاده فى عربة من الذهب الخالص، وبغداد دون صرف صحى حديث، وصلتنى نشرة منظمة العفو الدولية، وكان العنوان الرئيسى «لأول مرة فى التاريخ: تعذيب رضيع فى العراق»، وكان المقصود إطفاء السجائر فى جسده أمام والده المعتقل. ولأول مرة فى التاريخ أيضاً قامت قوات بشار فى سوريا باقتلاع حنجرة إبراهيم قاشوش مغنى ثورة سوريا فى حماة وقتله وألقى جثمانه فى نهر العاصى. وهكذا يدخل حزب البعث بشقيه العراقى والسورى التاريخ
والواضح أن أغلب المعلقين ينسون أن سفاح اليمن هو بعثى بدوره، وانظر إلى صورته وهو يعالج فى السعودية من محاولة اغتياله، وقد احترق وجهه ويغطى رأسه وجسده بالكامل، ويداه ملفوفتان بالكامل، ومع ذلك يصر على البقاء فى السلطة. فى كل مجتمع فى العالم سلطة حاكمة، لكنها لا تتحول إلى مرض لا شفاء منه إلا عندما تكون سلطة مطلقة، وليس هناك من حل سوى الديمقراطية، لإنقاذ الشعوب من هؤلاء الحكام المرضى
سمير فريد
المصري اليوم – ١٧ / ٧/ ٢٠١١
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=304048&IssueID=2199