معتصمون أمام السفارة السورية في عمّان: يلا إرحل يا بشار
هتف آلاف المعتصمين في عمّان مساء الثلاثاء داعين إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ردا على المجازر الدموية التي ترتكبها قوات الأمن والجيش ضد المعتصمين السلميين في محافظات سورية، وبخاصة في حماة ودير الزور ودرعا. وردد المعتصمون الذين تجمعوا قبالة السفارة السورية بعمان هتافات وصفت الرئيس السوري بـ « القاتل » و »الجزار » ودعت إلى إسقاطه فورا.
وجاء الاعتصام بتنظيم من « الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري » التي أشهرت نفسها من خلال الاعتصام الذي يعد الفاعلية الأولى للهيئة التي تضم في عضويتها مجموعة كبيرة من السياسيين والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين من سائر الأطياف
الفكرية، حيث توافقت، بعد اجتماعات متواصلة، على اختيار المحامي علي أبو السكر رئيسا للهيئة، والدكتور علي الضلاعين نائبا للرئيس، والدكتور موسى برهومة ناطقا إعلاميا، والدكتور أحمد العمايرة مقررا للهيئة.
وحمل الاعتصام عنوان « معكم ولن نصمت » ردا على النداء الذي أطلقه السوريون في جمعتهم الأخيرة « صمتكم يقتلنا »، حيث قال أبو السكر إن الشعب الأردني بكل فئاته موحد ومتماسك في وجه الطغيان أنى كان مصدره، مؤكدا وقوف الشعب الأردني إلى جانب
أشقائه في سورية. ودان أبو السكر زيارة نفر من شخصيات سياسية ونقابية لسورية، وقال إن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، وأن هؤلاء جلبوا لذواتهم العار، حينما رضوا أن يقابلوا القتلة، وألا يصغوا لأنّات الضحايا والشهداء.
وقال الكاتب الصحافي الزميل د. محمد أبو رمان إن الشعب الأردني لن يصمت أبدا، وسيبقى مرتبطا بأشواق الشعب السوري وتطلعاته في الحرية. وأضاف أن جرح حماة أو درعا أو دير الزور هو جرح السلط والطفيلة والكرك وإربد ومادبا وكل مدينة وبلدة
أردنية، فمصيرنا واحد وهدفنا واحد.
ودعا أبو رمان إلى رحيل السفير السوري في عمان بهجت سليمان، قائلا إن أرض الأردن لا تحتضن إلا الشرفاء والشهداء.
وألقى الناشط السياسي إبراهيم الجمزاوي هتاف المنشد السوري إبراهيم قاشوش الذي اقتلعت أجهزة الأمن السوري حنجرته بعدما أنشد لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ووصفه بالخائن والجبان، وقال « طز فيك، وطز في اللي بحييك، يلا ارحل يا بشار ».
وسيطرت زيارة وفد أردني إلى سورية قبل أيام على كلمات المتحدثين في الحفل، حيث دان عميد الأسرى الأردنيين سلطان العجلوني المشاركين في الزيارة، وحيا الشعب السوري على وقفته الشجاعة في وجه آلة الدمار والقتل.
ولفت طفل سوري ألقى نشيدا ضد الرئيس بشار الأسد انتباه المشاركين في الاعتصام الذين رددوا خلفه بحماسة وتصفيق، حيث كان مسك ختام الاعتصام الذي ابتدأ بصلاة التراويح، وأعقبه إشعال الشموع تضامنا مع أرواح الضحايا السوريين الذين يسقطون
على مذبح الحرية والكرامة.
وشهد الاعتصام في بدايته اعتداء من عدد من البلطجية على مجموعة من المعتصمين السلميين، حيث قام هؤلاء وعددهم حوالي 15، بضرب معتصمين بواسطة خشب طوبار ورشقهم بالعصير، والاعتداء عليهم بالحجارة وأدوات حادة، حيث أصيب عدد من المعتصمين بجروح، من بينهم النائب السابق أحمد الكفاوين الذي أصيب بجروح في رأسه ما أدى إلى نقله بواسطة سيارات الشرطة إلى المستشفى الإسلامي لتلقي العلاج.
وفي إثر ذلك قامت قوات الأمن بإبعاد هؤلاء البلطجية من منطقة الاعتصام. وبعد تلقيه العلاج، أصر الكفاوين على العودة إلى الاعتصام ملفوف الرأس، حيث أبلغ « في المرصاد » أنه أصيب بجرحين في رأسه، الأول بمساحة غرزتين والثاني ثلاث غرز. وبدا الكفاوين بمعنويات عالية، مؤكدا أن حرية الشعب السوري تقتضي التضحيات الجسام مهما كان ثمنه…