من يحمي دمشق وأهلها؟ – معن البياري
بدأَت معركة تحرير سوريا من النظام الذي يحتلها طوراً بالغَ الحساسية، ربما يُنهي، إِنْ شاءَ الله، حكم آل الأسد، وذلك في القتال الدائر، الآن، حول دمشق وفيها، وإِذا صحَّ أَنَّ قوات المعارضة المسلحة حشدت أَربعين أَلف مقاتل لعبور المعارك إِلى النصر، يصيرُ في محله تخمينُنا أَنَّ انعطافة سوريا إِلى تحولٍ سياسيٍّ مشتهى باتت قريبة، سيما وأَن هؤلاء المقاتلين سيطروا على مواقع وقواعد عسكرية، ووضعوا أَيديهم على صواريخ وراجمات ومضادات دفاعية في ريف دمشق وحواليها، وهم، قبل هذا وغيره، مسلحون بعزيمةٍ ساعدت الجيش الحر في الشهور الماضية في السيطرة على أَزيد من 70% من الأراضي السورية، سيما في الشمال والشرق، وجنوباً على ما أُفيد أَخيراً. ولا أَوهام لدينا، نحن الذين نناصر السوريين في معركة التحرر التي يخوضونها بصمودٍ باهرٍ، في أَن معركة دمشق ستكون يسيرةً، بل خوفُنا كبيرٌ جداً من دمارٍ واسعٍ سيُحدثُه النظام المتداعي في هذه العاصمة العربية الخالدة، كما اقترفَ جرائم التدمير والقصف والحرق التي أَجهزت على معظم حمص ودير الزرو، فضلا عن مدن وأَريافٍ وبلداتٍ غير قليلةٍ.
خوفُنا الذي يقيمُ فينا في هذه الأيام على دمشق وناسِها يجعلنا نضرعُ إِلى الخالق أَنْ يحمي المدينة وأَهلها، وأَيضاً إِلى دبِّ الصوتِ عالياً، ومناداة العالم للتدخل، بكيفيةٍ تُرضي السوريين وممثلهم الشرعي المؤقت، ائتلاف قوى الثورة والمعارضة. وهذا بؤسٌ تضيفُه الولايات المتحدة على بؤسِها المعلوم، حين تُحذِّر بشار الأسد من استخدام أَسلحةٍ كيماويةٍ في معارك دمشق، ولا تُعلن، كما غيرُها في الغرب والشرق، كلمةً بشأن تجميع نظام الاحتلال هناك قواتٍ مجلجلة وصواريخ وفيرة ومدفعية كثيرة في جبل قاسيون ومواقع أُخرى، استعداداً لما قد يقترفُه، من دون أَيِّ شعورٍ بالمسؤوليةِ ولا حس أَخلاقي، من تدمير وقتل وتخريب، قد يجعل دمشق، لا سمح الله، مدينة منكوبة، قبل أَنْ يفرَّ أَركانُ النظام بجلودهم، عندما يحسمون خسارتَهم ومآلاتهم إِياها. ولا نتزيَّد في شططٍ أَو غلوٍ أَو افتئاتٍ في غير محله إِذا أَشهرنا، هنا، أَنَّ بشار الأَسد لا يتورع عن إِعطاءِ أَوامر بهذا، وهو الذي يعرف، قبل غيره، أَنَّ مصيرَه شخصياً هو الموضوع الذي ستنشغل به موسكو وطهران، بعد أَيام، عند اختتام آخر فصول المعركة الضارية مع سلطتِه ونظامه.
… دمشق وساكنوها في خطرٍ أَيها العرب، وإِذ يقول أَمين عام الجامعة، نبيل العربي، إِن النظام قد يسقط في أَي وقت، فهو مدعو، قبل غيره، إِلى التنبيه والتأشيرِ إِلى المخاطر غير الهيِّنة على السوريين في عاصمةِ بلدهم، جرّاءَ جنون النظام غير المستبعد. وإِذا كنا قد اعتدنا، وبرتابةٍ أَحياناً، على متابعةِ أَخبار القتل والتدمير الوحشي في سوريا في الشهور الماضية، فإِنَّ الأَمل أَن تكون متابعتنا الفصل الجاري في هذه الأيام في دمشق بغير البلادةِ والجدالات الرديئة إياها (عن قطر والناتو مثلا!!)، بل بعملٍ مدنيٍّ وإِعلاميٍ نشط في اتجاه تكتيل كل الجهود من أَجل إِنقاذ أَهلنا في عاصمة العرب المغدورة، والمتروكة لفم الذئب، بالمطالبة، مثلا، بشبكة أَمانٍ جويةٍ تحميهم مما قد يُذيقهم النظام هناك من حمم قاتلة. ومؤكدٌ أَنَّ هذا كلام ينتسبُ إِلى الرطانةِ المعلومةِ في الملمات والنوائب، لكنها قلةُ الحيلة تُسوِّغه، ولكن، ربما ثمّة من يسمع من أَهل العمل العربي المشترك، رحمه الله ورحمنا.
http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%5COpinionAndNotes