اعتقال الفنان التشكيلي يوسف عبد لكي

Article  •  Publié sur Souria Houria le 23 juillet 2013

اعتقلت قوات الحكومة السورية مساء يوم الخميس 18/07/2013 الفنان التشكيلي السوري يوسف عبد لكي من مواليد القامشلي 1951, عند حاجز الأمن السياسي قبل 2 كم من مدخل مدينة طرطوس, مع كل من رفيقيه توفيق عمران وعدنان الدبس, وهم أعضاء في حزب العمل الشيوعي, حيث تم إقتيادهم إلى جهة مجهولة.

علماً أنّ عبد لكي سبق إعتقاله في حملة إيار/ مايو 1978 زمن الأسد الأب مع شقيقته صباح وصديقته هالة العبد الله قبل أن تصبح زوجته ورفاق كثيرون, أليتم إخلاء سبيلهم في الرابع من شباط/ فبراير 1980 ضمن وهم أن يشتري النظام اليسار السوري في صراعه مع الأخوان المسلمين, وقد باءت مساعيه بالفشل, فعاود إعتقال رفاق حزب العمل في عام 1982 وحتى تاريخه.

حيث غادر يوسف سوريا إلى إسبانيا ثم فرنسا التي بقيّ فيها مُهجرّاً بشكل قسري قرابة ربع قرن من الزمن, ليعود في أول مرة إلى سوريا عام 2005, متابعا مسيرته النضالية والفنية من الداخل, وافتتح مرسمه في دمشق.

 حصل عبد اللكي على إجازة من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1976 وعلى دبلوم غرافيك/ حفر من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس عام 1986 ثم الدكتوراه من جامعة باريس الثامنة عام 1989 في فن الكاريكاتير, وكان قد بدأ رسم الكاريكاتير منذ عام 1966 بتشجيع من والده الشيوعي السابق.

يُعتبر يوسف عبد لكي من أوائل الفنانين السوريين الذين مزجوا ثقافتهم وإبداعهم الفني بنضالاتهم اليومية ومعتقداتهم الفكرية, فكان نموذج المثقف العضوي بتعبير غرامشي, والذي لم يفصل بين سلوكه وحياته وبين فكره واعتقاده, حيث كرس جلّ إبداعه لقضايا الإنسان والحرية, فقدم أهم رسومه بالأبيض والأسود التي تحتفي بجماليات فنية عالية من حيث الشغل على الفاصيل الصغيرة, كما تحتفي بقيم إنسانية عالية منافحة في سبيل الحرية والعدالة, وقد دفع يوسف وما زال يدفع ثمن هذه الخيارات حتى لحظة إعتقاله الأخيرة, إذ كان يوسف من أوائل الفنانين السوريين الذين عبّروا بشكل صريح عن تضامنهم مع الحراك الثوري في سوريا, مشدداً على أهميّة بقاء الحراك سلميّاً وعلى رفض العسكرة, كما شارك في العديد من النشاطات الثقافية والفنية لدعم الثورة السلمية داخل سوريا وخارجها, ولعل أهمها مساهمته مع فنانين آخرين في تأسيس رابط الفنانين التشكيليين الأحرار في سوريا, ضمن جهد لإستعادة العمل النقابي والنضالات المطلبية إلى مكانهما الطبيعي بعد أن سرقتهما سلطة البعث, وألحقت كل النقابات والاتحادات والجمعيات المهنية بالقيادة القطرية لحزب السلطة.

وقد كتب الصديق الدكتور حسان عباس على صفحته الفيس بوك بمناسبة إعتقال يوسف عبد لكي الأخير:

أتساءل منذ سماعي نبأ اعتقالك إن كان معتقلوك يعرفون من أنت.

هل يعرفون أن الوطن ينبض تحت كل ضربة بقلم الفحم، وفي كل مسحة بممحاة تقوم بها في عملك؟

هل يشعرون حجم الحب الذي يستبطن كل كأس شاي وكل وردة وكل فردة حذاء أسكنتها لوحاتك؟

هل يتحسسون قوة الغضب الكامنة في كل رأس سمكة مقطوع، وكل عصفور ميت، وكل غرزة سكين؟

لا أظن أنهم يعرفون أو يشعرون أو يتحسسون، وإلا لكانوا خجلوا من أنفسهم.

الويل لهذا الوطن الذي يدفع طغاته بمبدعيه ومثقفيه إلى السجون أو المنافي أو القبور.

الويل لأمة تفقأ عينيها بيديها.

الويل لنا…..

عُدْ يا يوسف عُدْ، فالحرية ترسم بعض دروبها على يديك.

جورجيت أسعد  – 22 تموز 2013
date : 22/07/2013