الآفاق مسدودة في سورية – أيمن الصفدي

Article  •  Publié sur Souria Houria le 16 novembre 2014

الآفاق مسدودة في سورية – أيمن الصفدي

تشكل سورية والعراق الساحتين الميدانيتين للحرب ضد داعش. العدو فيهما واحد. لكن ظروف المعركة مختلفة لدرجة تجعل منالمستحيل اعتبار النجاح في العراق نجاحا في سورية.

ستحسم المعركة العسكرية ضد داعش في العراق قريبا. أضعفت ضربات التحالف الدولي العربي وقوات البشمرقة والجيش العراقي داعش كجيش منظم. ولن يمر وقت طويل قبل تحرير المناطق التي استباحها الإرهاب الداعشي وتحوّل داعش مجددا إلى ميليشيا تعتمد حرب العصابات والتفجيرات لإرهاب العراقيين.
بعد ذلك سيعتمد النجاح في تحقيق انتصار كامل عليها على المسار السياسي الذي ستتبعه الحكومة العراقية. حسم المعركة سيتطلب انتهاج الحكومة سياسات جامعة تحقق العدالة الاجتماعية والتنمية وتضمن المشاركة السياسية لكل العراقيين.
الحال مختلفة في سورية. لا وجود لخطة شاملة للحل، والمجهود العسكري للتحالف في سورية أضعف من أن يوجه ضربة قاصمة لداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.
فثمة تقديرات تضع عدد المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سورية في حدود الـ 18 ألفا، 10 آلاف منهم يقاتلون في صفوف داعش. لن يهزم هؤلاء من دون وجود شريك مقاتل على الأرض. وعلى عكس الحال في العراق، هذا ليس متوفرا في سورية حيث النظام مرفوض عدوا لا يمكن التعايش معه، والقوى المعتدلة ضعيفة التسليح والتنظيم والقدرات.
ستطول الحرب في سورية إذن. وسيزداد عديد داعش مع هروب مقاتليها في العراق إلى فوضى سورية تحت ضغط قصف التحالف والقوى العسكرية للدولة العراقية في بغداد وفي إقليم كردستان.
ما يقود إلى استنتاج أن مقتل الحرب على الإرهاب في سورية يكمن في غياب الحل السياسي الشامل، الذي يحظى بدعم إقليمي دولي يوقف تدفق المقاتلين والمال والسلاح لداعش وللنظام، ويفرض بيئة جديدة تتيح التعاون في قهر الإرهاب ووقف الانهيار.
بيد أنه حتى اللحظة، لا رؤية لمثل هذا الحل. ولا جدل في صعوبة الوصول إليه في ضوء تناقض مواقف الدول المؤثرة وأجنداتها. غير أنه الحل الوحيد. ذاك أن بديله ويلات أقسى على سورية وعلى المنطقة وفشل لكل الجهود المستهدفة دحر الإرهاب وتجفيف روافده.
لن تتوقف الحرب في سورية ولن يهزم الإرهاب إلا إذا توافقت الدول الإقليمية والدولية التي تبقي الحرب متقدة على تسوية. هذا شرطه ضمان الحد الأدنى من مصالح هذه الدول. صحيح أن ذلك لن يحقق العدالة المطلقة. لكن، كما يقول باحث سوري، فإن سلاما لا يحقق العدالة المطلقة وينقذ سورية وشعبها من الضياع خير من حرب مفتوحة تبررها العدالة وتدمر سورية.
الحرب في سورية لن تحسم في صراع عسكري على الأرض السورية. ستحسم في حرب دبلوماسية تخاض في طهران وموسكو وأنقرة والدوحة وغيرها من الأطراف التي أحالت سورية ساحة لحروبها الخاصة على حساب الشعب والوطن السوريين.
لا بوادر أن مثل هذه الحرب على وشك أن تنطلق بإرادة وتصميم في أي وقت قريب. التركيز الآن على دحر داعش عسكريا في العراق واحتوائها قدر المستطاع في سورية. ما يعني أن الحل السوري الشامل مؤجل. وهذا خطيئة بنيوية في الاستراتيجية الحالية لمحاربة الإرهاب. ذاك أن الإرهاب باق ما بقي النظام السوري واستمرت حربه ضد شعبه. وكلما تمكن الإرهاب في سورية، زاد خطره الإقليمي ونمت قدرته على التمدد في عالم عربي يستبيحه الجهل، وتتفتت كثير من دوله طوائف وقبائل وعصابات متصارعة.