الثورة السورية بين استبدادين – علي الشيخ منصور

Article  •  Publié sur Souria Houria le 20 août 2013

تركت كتيبة « صقور الجزيرة » التابعة للواء « ثوار الرقة » في الفرقة 11- السلاح « نهائياً » على حد قولهم، وذلك بسبب تخاذل « الجيش الحر » عن حماية المدنيين، جاء ذلك على خلفية الصراع الذي نشب مؤخراً في مدينة الرقة بين لواء « أحفاد الرسول » و »الدولة الإسلامية في العراق والشام » وما نجم عنه من قتلى وإصابات بين المدنيين.

ويمكن اعتبار هذه الخطوة مؤشر خطير لبداية استسلام الثورة السورية أمام جماعة القاعدة, ممثلة بالدولة التي أصبحت تعرف اختصاراً « داعش », والتي احتكرت المشهد القتالي والسياسي حتى كادت أن تفرض نفسها اللاعب رقم واحد في مواجهة النظام خلال أشهر قليلة من إعلان ولادتها في نيسان/ إبريل الماضي.

حيث انتقل مقاتلو « داعش » خطوات أبعد من مجرد القتال ضد النظام, باتجاه احتكار مستقبل سوريا في إطار دولتهم المزعومة, وهذا ما يفسر هجمات « الدولة » ضدّ الناشطين السلميين أو حتى الكتائب المنافسة لهم, وتحديداً في المناطق المحررة من سيطرة النظام, وحتى المناطق التي ما زالت ساحة للصراع, حيث أقاموا الحد على مدنيين عزل لفرض نمط محافظ من الحياة الاجتماعية, مما أدت إلى صدامات في سراقب وبنش وعفرين ثم تطورت باتجاه صدامات مسلحة مع التنظيمات الكردية في شمال وشرق سوريا, وصولاً إلى المعركة الأخيرة مع « لواء أحفاد الرسول » في مدينة الرقة بتفجير سيارة مفخخة أمام المقر, مما أوقع العديد من الضحايا والإصابات التي حاول عناصر « الدولة » عرقلة إسعافهم, كما اعتقلت الناشط الإعلامي محمد مطر « من أبناء الرقة » خلال تصويره ذلك التفجير.

التقارير الحقوقية تشير إلى تصعيد في عملياتهم الاستفزازية لمكونات المجتمع السوري ككل, بدءاً بالهجوم على المكتب الإعلامي لمدينة سراقب في ريف إدلب, حيث تم خطف مصور بولندي وتعرض الناشط منهل باريش إلى الضرب, ومن ثم اختطاف الأب باولو دالوليو منذ 29 الشهر الماضي, واستكمالاً بإعدام يافعين بعد أيام من اختطافهما, من بلدة نبل الشيعية بريف حلب, مرورا بقتل إمام المسجد الكبير في مدينة منبج الشيخ محمد سعيد الديبو كما خطف مسلحون ملثمون منذ أيام الإعلامي محمد العمر والناشطة سمر صالح قرب منبج. كماعُثر مؤخراًعلى جثث لثلاثة من عناصر « لواء التوحيد » كانوا خطفوا قبل أيام على معبر باب الهوى بين سورية وتركيا. مع وجود مؤشرات أن « داعش » وراء هذه العمليات كلها.

فإذا أضفنا القصف الذي تعرضت له مدينة سلمية من النظام و »دولة الإسلاميين » معاً, بما تحمله من ميول طائفية, عززتها بعض ممارسات مشابهة شابت معركة تحرير الساحل, يضعنا أمام مسؤولية المواجهة المتأخرة مع دولة العراق والشام » والتي باتت تستهدف النسيج الاجتماعي لكل سوريا, ولكل مسلميها وطوائفها وأقلياتها, فدولة الاسلام لا تفرق بين النظام وبين المعارضة التي لاتنخرط في مشروعهم لاقامة دولة الخلافة الاسلامية, فكلهم كفرة بالمعنى الأيديولوجي, ويجب التخلص منهم لصالح إسلام نقي من كل شوائب المدنية والديمقراطية والانتخابات السياسية, باعتبارها من منتجات الغرب الكافر.

source : http://www.hurrriya.com//news/main.aspx?id=issuefiftyoneone 

date : 19/08/2013