السقوط المدوي لكذبة النظام المقاوم – ياسر أبو هلالة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 13 mars 2013

ما تزال وفود بقايا قدامى القوميين، والشبيحة المرتبطين مصلحيا وطائفيا بنظام بشار الأسد، تؤم دمشق تضامنا مع النظام المقاوم والممانع. في الأثناء، يصول الجيش الحر ويجول في دمشق نفسها، فيما النظام منكفئ على قلاعه الأمنية والعسكرية، ويتحوصل طلبا للنجاة، ولا تهمه مقاومة ولا ممانعة. فبهدوء وسلاسة، تخلى عن خط الجبهة مع الجولان المحتل، والجيش الباسل الذي فتك بالمدنيين خلال عامين سلم معظم نقاط الجبهة للجيش الحر.
لأنهم لا يريدون تصديق عيونهم، تعاموا عن الحقيقة المرة. فهذا النظام الذي سلب السوريين حريتهم واقتصادهم وكرامتهم في سبيل التحرير والمقاومة والممانعة، يخلي الخط الأول، ولا يطلق رصاصة واحدة على العدو. وعلى بعد أمتار، يصب حمم الموت على الشعب الأعزل؛ بالطائرات الحربية والعمودية، والبراميل المتفجرة والمدفعية، والصواريخ بما فيها « سكود ».
بحسب ما يقول أبو ريان، وهو قائد ميداني في لواء شهداء اليرموك، فان الجيش الحر يسيطر على نقاط بيت آرا وعابدين والجزيرة وجملة، ولم يبق للنظام إلا نقطتان هما صيدا وصيصون. وهذا التطور هو بمثابة زلزال سياسي يغير وقائع مستقرة منذ حرب 1967؛ فالذي يقف وجها لوجه مع العدو الصهيوني الذي احتل الجولان وشرد أهلها، وهم مليون نازح في سورية، ليس النظام، وإنمامقاتلو الجيش الحر الذين بالكاد يجدون ذخيرة يومهم.
لا شك في أن الإسرائيليين يرقبون تفاصيل ما يجري، ويحللون أسماء الألوية المقاتلة (شهداء اليرموك، فجر الإسلام، التوحيد)، ويقيسون طول اللحى وطبيعة الخطاب؛ فاليوم انتهت الصفقة التاريخية مع أسرة الأسد التي رضيت بالاحتلال مقابل الحكم، وأدوار إقليمية وحروب بالوكالة عبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الموالية لها، ثم عبر حماس وحزب الله. يفتح العدو صفحة جديدة في المنطقة وهو يعلم أن الجيش الحر ليس معنيا اليوم بفتح جبهة الجولان. يراقب القتال بين الجيشين الحر والنظامي وهو سعيد بتدمير سورية اليوم، لكن في المستقبل يدرك أن أبناء الجولان المليون الذين تصدوا لكل وحشية بشار، ومعهم عشرون مليون سوري، لن يكون صعبا عليهم استعادة الجولان.
المقاتلون الإسلاميون اليوم لن يفتحوا جبهة مع العدو الصهيوني الذي يحتل الجولان، ونازحو الجولان يشردون ثانية إلى الأردن وتركيا ولبنان، ومن حاربوا بالوكالة، من حزب الله إلى القيادة العامة، يقاتلون اليوم الشعب السوري لا العدو الصهيوني، وطائرات الميغ وصواريخ سكود ودبابات « تي 82″ و »تي 92 » وغيرها في ترسانة السلاح، تدك الشعب السوري لا العدو.
المقاتلون الإسلاميون ليسوا الشعب السوري، بل جزء منه، وهم لم يثوروا ليفتحوا جبهة مع المحتل؛ ثاروا لأسباب أبسط. والأسرة الأسدية حكمت وسلبت الشعب السوري حريته لأنها تريد فتح جبهة مع العدو، ففتحت جبهة مع الشعب.
تدرك إسرائيل أن شعب سورية من أيام عزالدين القسام، وهؤلاء الثوار الذين صمدوا في وجه أقسى نظام عرفته البشرية، قادر على تحرير الجولان، ولذلك هي حريصة على إطالة عمر الأسد.
لقد أثبتت الثورة السورية أن الخديعة التاريخية غير قابلة للاستمرار؛ فلا يمكن مقايضة فلسطين بالحرية، بل على العكس، الأحرار هم من يحررون، ونظام دموي بدائي لا يمكن له بحال أن يحرر الجولان أو فلسطين. النظام المقاوم سلم خط الجبهة، وربما يفكر في أن يخوض الجيش الحر حرب وكالة لتحرير الجولان نيابة عنه، ووكلاء النظام في المنطقة ما يزالون يهذون بمقاومته!

http://www.alghad.com/index.php/crew/6.html