الماركسية ضد الحرية – زياد بركات

Article  •  Publié sur Souria Houria le 29 décembre 2013

لماذا نضحك على أنفسنا؟؟!! الماركسية لم تكن يوماً منحازة للحرية بل كانت تزدري النزوع الفردي باعتباره منقصة بورجوازية. ما كان يعنيها هو الصراع الطبقي وذاك كان يتعامل مع كتل، مع جموع، بالأحرى مع صفتها الطبقية، وما ديكتاتورية البروليتاريا سوى مثال كاشف.
الحزب يختزل الطبقة، اللجنة المركزية تختزل الحزب والطبقة، والأمين العام يختزل كل ما سبق، وهذا ما فعله لينين قبل ستالين في المناسبة، فلماذا نستغرب انحياز اليسار العربي الرث للنظام السوري، للسيف لا الدم؟؟!! ربما كان سبب استغرابنا، نحن اليساريين القدامى أو سابقا بالأحرى، عائد إلى ان جزءاً غير هين مما كنا نسميه نضالاتنا كان منصرفا برمته إلى توسيع هامش حركتنا داخل المتن العريض الذي يرفضنا، وربما هيء لنا أن ذلك كان فعلاً ديمقراطيا، وهو كذلك الى حدود، لكنها ديمقراطية أن نقول نحن ما نريد كحزب  » طليعي » لا الشعب كمجموع أفراد وطبقات وشرائح. في المعنى الضيق كان تحركنا ذا صبغة ديمقراطية لكنه في المنظور الأوسع كان طلائعيا، بمعنى إلغائي لما سواه. كان يتوخى القيادة لا القاعدة، ما يعني أننا حزب ستاليني بامتياز، ينتظر الانقضاض على السلطة ليغيّر لأنه « طليعي »، مهمته تاريخية، وتلك تتجاوز الزمن الراهن وناسه إلى الرسولية، وأي بؤس هو ذاك.
ورغم ذلك ما زلت استغرب واستهجن ولا أتصور ان ينحاز يساري الى نظام طائفي وعنصري وغاشم مثل نظام بشار الأسد، رغم ان كل المقدمات تؤدي الى نتائج كهذه.