المسألة الكردية في سوريا موضوع النقاش في ندوة الأحد – عمر الأسعد

Article  •  Publié sur Souria Houria le 11 décembre 2014

المسألة الكردية في سوريا موضوع النقاش في ندوة الأحد

Photo_Omar Alassaad

عمر الأسعد

المسألة الكردية في سوريا – الوضع الحالي في إطاره المحلي والإقليمي والدولي، كان عنوان الندوة السادسة التي تنظمها جمعية سوريا حرية ضمن سلسلة الندوات الشهرية التي يديرها الكاتب والناشر السوري فاروق مردم بيك، وفيها استضاف كل من المحامية الدكتورة سيفي آيدن إيزولي الأستاذة المختصة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان وعضو إعلان دمشق في فرنسا، والباحث الدكتور حميد بوزأرسلان أستاذ التاريخ والعلوم السياسية الذي قدم مجموعة من الكتب والدراسات حول قضايا الشرق الأوسط وبالتحديد حول المسألة الكردية وأوضاع الأقليات في المنطقة

من جهته تحدث بوزأرسلان عن وضع المجتمع الكردي، وتوزع القوى السياسية في الدول الأربعة التي يتوزع عليها الأكراد في المنطقة « سوريا والعراق وتركيا وإيران »

وتطرق إلى الوضع السوري وتحولاته منذ انطلاق الثورة وانعكاس هذا على العلاقة مع المكون الكردي داخل سوريا، سواء في المراحل الأولى للحراك، أو بعد تحول الثورة إلى العمل المسلح وصولاً إلى المرحلة الراهنة، والتي اعتبر فيها أن المعركة التي تدور في كوباني ما بين القوات الكردية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام « داعش » هي نقطة أساسية في تحولات الصراع في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً

كذلك نوه بوزأرسلان إلى انسحاب قوات النظام السوري من المناطق الكردية في عام2012 وحلول قوات كردية مكانها، مشيراً إلى استغلال النظام السوري للورقة الكردية للضغط على الأتراك وسياساتهم

ومن جانب آخر أشار بوزأرسلان إلى صعود الصراع المذهبي والهوياتي في المنطقة، ما حدا بالمجتمع الكردي وقواه السياسية للتضامن أكثر والرغبة في التعبير عن نفسها وهويتها، خاصة أمام التهديد الذي باتت تمثله الجماعات الجهادية الإسلامية المتطرفة، وبعد التوسع الخطر الذي قام به تنظيم الدولة الإسلامية وخوض الأكرد لمعارك طاحنة معه سواء في العراق أو سوريا، واستشعار القوى الكردية بالدعم الدولي لمواجهة تنظيم الدولة

واعتبر بوزأرسلان في حديثه أن العام 2011 هو عام تحول تاريخي في المنطقة، تماماً مثل أعوام 1918 تاريخ انهيار الدولة العثمانية وانحسار نفوذها عن الدول العربية، أو 1948 تاريخ تأسيس دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، أو1979 تاريخ قيام الثورة الإسلامية في إيران وانتهاء حكم الشاه فيها

بدورها المحامية سيفي آيدن إيزولي تحدثت عن عموم الوضع الكردي بعد الثورة، وتحولات العلاقة بين الأكراد والنظام، وبينهم وبين المعارضة السورية

واستهلت كلامها باستعراض لأهم مناطق التوزع الجغرافي الكردي في سوريا من منطقة الجزيرة وعفرين وكوباني إلى الأحياء التي تواجدوا فيها داخل مدينة دمشق مثل حي ركن الدين، وحي زورفا/ جبل الرز الذي تأسس حديثاً من الأكراد المهاجرين من الجزيرة السورية. كذلك استعرضت تركيبة المجتمع الكردي وتعدد طوائفه ما بين السنة والعلويين واليزيديين والمسيحيين، وتوزع القوى والأحزاب السياسية الكردية، وطبيعة علاقتها مع النظام السوري أو مع المعارضة

كما نوهت آيدن إيزولي بمحطات هامة من تاريخ العلاقة مع الأكراد في المنطقة، ومنها العام 1962 والذي أجرت خلاله الحكومة السورية إحصاء حرم على إثره آلاف الأكراد من الجنسية وظهرت مشكلة الأجانب والمكتومين الذين لم تحل مسألتهم حتى عام 2011 بعد قيام الثورة، وذكرت بمشروع الحزام العربي الذي اقترحه الضابط محمد طلب هلال في مناطق الجزيرة في ستينات القرن الماضي، والذي استكمل مع وصول حافظ الأسد للسلطة، كما أشارت إلى العلاقة بين النظام السوري وعبد الله أوجلان والتي استغلها النظام للضغط على الأتراك نتيجة التوتر الدائم في العلاقة معهم، حتى عام 1999 وهو تاريخ إخراج النظام السوري للزعيم الكردي من سوريا ومن ثم اعتقاله من قبل السلطات التركية، وتوقفت ضمن حديثها عند أحداث الانتفاضة الكردية عام 2004 وما شابها من عنف واعتقالات بحق عدد كبير من الناشطين والشباب الأكراد

واعتبرت أن النظام السوري كان دائم التحريض ضد الأكراد، ولطالما شبهت أوساطه مناطق كردستان بإسرائيل

أما على صعيد العلاقة مع المعارضة، فرأت آيدن إيزولي أن هذه الأخيرة لم تفتح قنوات حوار وتواصل حقيقية مع الأكراد، رغم أن المظاهرات في المناطق الكردية انطلقت متزامنة ومتضامنة مع أحداث درعا، ولم تستغل الفرصة للتلاقي أكثر مع الأكراد ومطالبهم في سوريا، منوهةً بانسحاب الأكراد الاحتجاجي من مؤتمر القاهرة الذي عقد عام 2012 لتوحيد جهود المعارضة السورية، وطالبت بتوحيد الجهود من أجل التلاقي أكثر مع القوى الكردية، خاصة بعد ظهور القوى المتطرفة وبروز الدور الكردي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية « داعش »، واعتبرت أن هناك مجموعة من القرارات والسلوكيات تسود داخل أوساط المعارضة السورية اتجاه المكون المكون الكردي لا يمكن لها أن تخدم الثورة وقضيتها بل تصب في صالح النظام السوري