بيان ضد الاستبداد الديني والدكتاتورية

Article  •  Publié sur Souria Houria le 5 juillet 2014

بيان

يثير توسع « الدولة الإسلامية في العراق والشام » (داعش) في سوريا والعراق علامات استفهام كبيرة حول مستقبل المشرق العربي، ومخاطر أن يصير الإقليم معرضا عالميا لفشل الدول والمجتمعات، وفشل الدين أيضاً. فما نراه من نهوض لقوى العشائر والقبائل الحاملة لواء « الدولة الإسلامية… » والمدعومة من « جهاديين جوالين » جاؤوا من مشارق الأرض ومغاربها، لا يهدد بتفكيك بالغ الدموية للكيانات الوطنية التي تشكلت من انهيار السلطنة العثمانية فقط، وإنما يتخطاه إلى تقويض كل أشكال الاجتماع والحضارة، والإيمان ذاته، في بلادنا

ومهما قيل عن الجهات الإقليمية والدولية المستفيدة من هذا الحراك في العراق وسوريا، وبغض النظر عن محاولات استغلال الظاهرة هذه لخدمة جداول أعمال استراتيجية أو بناء توافق غربي – إيراني جديد على حساب شعوب المنطقة، فإننا نرى في الزخم المتزايد لأنصار التدين الجهادي ومساعي بناء سلطة تقوم على الشرعية الدينية، في رؤية شديدة الضيق للدين ذاته، خطرا داهما على شعوب المشرق العربي وحقوقها في الحرية والعدالة والسلام
وهذا الحكم الديني في جوهره مطحنة للبشر، وآلة استعباد منفصلة عن عالم العمل والإنتاج، تؤسس لحكم عنصري فائق النخبوية، فاشي في معاملته للعامة، لن يلبث أن يراكم السلطات والثروات في أيدي حفنة من القادة المحميين بالمقدس. هذا الكيان صريح في عدائه المبدئي للحرية والنساء والجمال والتعليم الحديث، طفيلي اقتصاديا، وعدواني في الداخل والخارج. وهو تأسيس لنظام استعباد، يمتلك السكان والأرض والثروات ولا يكتفي بالحكم، ويفرض بالقوة مثالا غريبا عن السكان المحليين، ويقتلهم إن لم يوالوه
وما كان لمناطق متسعة من العراق وسوريا أن تشكل مجال انتشار لنظام العبودية هذا لولا أن البلدين تعرضا لتجريف اجتماعي وثقافي مديد، وخلق نظاماهما البعثيان، ثم نظام ما بعد إطاحة صدّام حسين في العراق في 2003، فراغا سياسيا وقيميا حوّلهما على أسوأ ما يكون التحويل، ثم مارسا أشكالا فاجرة من التمييز والعدوان على محكوميهما. في سوريا بالذات نظام استعباد، يملك البلد والسكان، ويورثهما سلاليا، ويثابر على قتل محكوميه الثائرين وتدمير بيئات حياتهم منذ نحو 40 شهرا، أمام أنظار العالم كله. وفي العراق نظام حاول ويحاول الاقتداء بالغريزة الاستئثاريّة والتملّكيّة للنظام السوريّ

وأكثر مما هو انتكاسة كبيرة معادية للحضارة، فإن ما نواجهه اليوم استمرار للعدوان على عموم السكان في بلداننا وحرمانهم الحرية والعدالة. فمن يبسطون نفوذهم الآن على مناطق تمتد من الأنبار إلى ريف حلب، مرورا بالموصل وبادية الشام، ويهددون باجتياح المزيد من المناطق لرفع رايتهم السوداء، هم تجديد لشباب أنظمة الطغيان، ومشاركة لها في سحق قوى النهوض والتجدد والحرية في مجتمعاتنا

وإلى جانب « داعش » و »جبهة النصرة » و »القاعدة » وأخواتها، تأتي جحافل « عصائب أهل الحق » وألوية « أبو الفضل العباس » وفرق « حزب الله » وغيرها، لتشارك في المذبحة وفي إعطائها عمقا تاريخيا وميثولوجيا، يجعل منها رفيقنا لأجيال قادمة. وعلى هذا النحو يكتمل مشهد الانقضاض على الثورات الشعبية التي تطالب بالحرية والعدالة والمساواة، وعلى الجماعات الأصغر المفتقرة إلى الحماية، وعلى مبدأ الدولة والصالح العام، في حرب مذاهب وعشائر وإثنيات لا نهاية لها ولا أعراف فيها

فـ »داعش »، في هذا المعنى، انتصار ساطع لـ »الممانعة »، ولمقولتها الضمنيّة من أن هذه المجتمعات لا تستحق الحرية ولا العدالة ولا المساواة ولا حتى الشفقة. وهم فوق ذلك يوفرون ذرائع للنظام الإيراني التوسعي كي يتمدد في المنطقة وينصب أسوار حمايته خارج حدود إيران، عاملين على تفجير حرب طائفية تدمر هذه المنطقة وتجهز على كل وعود الثورات العربية. ثم إنهم يوفرون شرعية إضافية لإسرائيل فوق ما كان نظاما العبودية البعثيان وفراه لها، ويضعون الكفاح الفلسطيني في مواقع أشد عزلة وأدنى شرعية

هذا اللعب الخطر بالدين وتوظيفه في مشروع إقامة سلطة استعباد لا أفق لغير العدم والظلام فيها، حيث لا اقتصاد ولا تعليم ولا ثقافة ولا فن ولا اجتماع ولا بهجة للعيش ولا كرامة للإنسان، ولا احترام بين الناس، ناهيك عن انعدام الحريات العامة والفردية، إنّما هو تهديد جدي لكل ما حاول بعض العرب المستنيرين تشييده في القرن ونصف القرن الماضيين في مسعاهم للنهوض والتحرر والمشاركة في صنع عالم اليوم.
إننا، نحن الكتّاب والصحافيّين والأكاديميّين والفنّانين والمثقّفين الموقّعين أدناه، إذ نتمسك بكل القيم الانسانية التي أقرها الضمير الإنساني الحديث، ننبّه إلى عمق الهوّة التي تدفع حركة الردة الدينية والسياسية هذه مجتمعاتنا وشعوبنا اليها. وندعو مواطنينا أولا، والمؤمنين بحرية الإنسان والمساواة بين الناس في كل مكان، إلى مشاركتنا الكفاح ضد القتلة القدامى منهم والجدد، والعمل من أجل الحرية والعدالة في بلداننا، وفي منطقتنا، وفي العالم

Parmi les premiers signataires :

Parmi les premiers signataires :Hazem Saghié, ecrivain-journaliste libanais, Yassin Hajj Saleh, écrivain syrien, Hussam Itani, journaliste libanais, Zouheir Al-Jazairi, écrivain irakien, Youssef Bazzi, journaliste libanais, Sadek Al-Azm, écrivain syrien, Hyam Yared, romancière libanaise, Gilbert Achkar, écrivain-universitaire libanais, Oussama Mohamad, cinéaste syrien, Paul Chaoul, poète libanais, Assem Al-Bacha, sculpteur syrien, Chaker Al-Anbari, romancier irakien, Bakr Sedqi, écrivain syrien, Hassan Daoud, romancier libanais, Farouk Mardam Bey, écrivain et éditeur syrien, Hala Omrane, comédienne syrienne, Khaled Suleiman Al-Nasseri, poète palestinien, Maha Hassan, romancière syrienne, Khaled Suleiman, écrivain kurde irakien, Dima Wannous, écrivaine syrienne, Zyad Majed, universitaire libanais,Walid Al-Binni, scénariste syrien, Zakarya Tamer, nouvelliste syrien, Salam Kawakibi, chercheur syrien, Awad Nasser, poète irakien, Faraj Bayraqdar, poète syrien, Majed Kayyali, écrivain palestinien,Mohamad Ali Atassi, réalisateur documentariste syrien, Joseph Bahout, chercheur libanais, Noma Omrane, cantatrice syrienne, Hala Mohamad, poète et réalisatrice syrienne, Hazar Bakbach Artiste peintre, 
Najwa Sahloul Maître de Conférences, Université Jean-Moulin, Lyon
, Hala Kodmani Journaliste, Bachir Hilal,Nazih Kussaibi professeur agrégé, Omar ALASAAD Journaliste, Omar Enayeh Ingénieur, Bassma Kodmani Directrice chez Arab Reform Initiative
, Lora Harb,Mohamad AlRoumi Photographe
, Rafif Jala-Rifaï Artiste peintre, 
Mazen Adi….

Associations :
Syrie sans frontières
Soriyat (Les femmes Syriennes pour le développement)
syrie sans frontière
Souria Houria (Syrie Liberté)