ترنيمة لتاريخ سوريا عبر الزمن

Article  •  Publié sur Souria Houria le 10 décembre 2025

أنا الآثاري، صاحب المسطرين الصَّدَأُ العتيق، علي سرحان العثمان

سوري الهوى، ليس بأقلوي ولا أكثري، تسكنني سورية أكثر مما سكنتها، و متشبث « بالفئة الناجية » منذ عام ٢٠١١م، وحتى يأتي عام العدالة الانتقالية المنشود، لنعلو بسوريتنا وتعلو بنّا. 

@Lutz Jäkel 2025

سورية، هذه البقعة الصغيرة جغرافياً كحبة سمسم على وجه هذه المعمورة، استوطنتها شعوباً لممالك و دول وأمم وامبراطوريات، دالت وزالت، لكن بقي أثرها على هذه الأرض.

– سكنها إنسان العصر الحجري القديم الأدنى (الباليوليت الأدنى) -هوموأركتوس بدائي؟ وهوموأركتوس متطور- ١،٨ مليون سنة حتى ٣٥٠ ألف سنة ق.م، دال وزال وبقي أثره؛

– سكنها إنسان العصر الحجري القديم الأوسط (الباليوليت الأوسط) -نيندرتال وإنسان عاقل بدائي- ٣٥٠ ألف سنة ق.م حتى ٤٠ ألف سنة ق.م، دال وزال وبقي أثره؛

– سكنها إنسان العصر الحجري القديم الأعلى (الباليوليت الأعلى) -إنسان عاقل عاقل- ٤٠ ألف سنة ق.م حتى ٢٠ ألف سنة ق.م، دال وزال وبقي أثره؛

 

– سكنها إنسان العصر الحجري الوسيط (الميزوليت) -إنسان عاقل عاقل- ٢٠ ألف سنة ق.م حتى ٩٥٠٠ سنة ق.م، دال وزال وبقي أثره؛

– سكنها إنسان العصر الحجري الحديث (النيوليت) -إنسان عاقل عاقل- ٩٥٠٠ سنة ق.م حتى ٤٥٠٠ ق.م، مُدجّن الزراعة والحيوان، دال وزال وبقي أثره؛

– سكنها إنسان العصر الحجري النحاسي، (الكالكوليت) ٤٥٠٠ ق.م حتى ٣٦٠٠ ق.م، مهندس المدن الأولى، دال وزال وبقي أثره؛

– سكنها السومريون، والأكاديون، والكنعانيون في عصر البرونز القديم (٣٠٠٠-٢٠٠٠ ق.م)، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها الآشوريون (البابليون القدماء)، والكنعانيون في عصر البرونز الوسيط (٢٠٠٠-١٦٠٠ ق.م)، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها الحيثيون و البابليون، والكنعانيون في عصر البرونز الحديث (١٦٠٠-١٢٠٠ ق.م)، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها الآراميون، و الكلدان، و الفينيقيون في عصر الحديد الأول (١٢٠٠-٩٠٠ ق.م)، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها الآراميون الكلدان (البابليون الحديثون) في عصر الحديد الثاني (٩٠٠-٦٠٠ ق.م)، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها مزيج من كلدان، وآراميين، وكنعانيين، وفينيقيين، وفرس، وعرب…إلخ، في عصر الحديد الثالث (٦٠٠-٣٢٣ ق.م)، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها الهيلينستيون في الفترة الهِلِّينِية  ٣٢٣ – ٦٤ ق.م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

 

– سكنها الرومان في الفترة الرومانية ٦٤ ق.م – ٣٩٥م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها البيزنطيون في الفترة البيزنطية ٣٩٥م – ٦٢٢م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها ولاة الخلفاء الراشدين في فترة صدر الإسلام ٦٢٢- ٦٦١م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها الأمويون في الفترة الأموية ٦٦١ – ٧٥٠ م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها العباسيون في الفترة العباسية ٧٥٠ – ١١٧١م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها الأيوبيون في الفترة الأيوبية ١١٧١ – ١٢٥٠م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها المماليك في الفترة المملوكية ١٢٥٠ – ١٥١٧م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– سكنها العثمانيون في الفترة العثمانية ١٥١٧ – ١٩١٨م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– شارك أبناؤها في استقلالها في ثورة ١٩١٨-١٩٢٠م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– احتلها الفرنساوي فيما يسمى الانتداب الفرنسي على سورية ١٩٢٠ – ١٩٤٦م، و مزقها لعدة دويلات صغيرة، دال وزال وبقي أثره؛

– أعاد توحيدها نضال الشعب السوري منذ انطلاق الثورة السورية  الكبرى تحت قيادة سلطان باشا الأطرش، حتى تم تحريرها من الفرنسيين على يد ابنائها في ١٧ نيسان ١٩٤٦؛ 

– تداول العسكر والساسة حكمها بعد الاستقلال، خلال فترة الجمهورية السورية الأولى، ١٧ نيسان ١٩٤٦ حتى ٢٢ شباط ١٩٥٨م، دالو وزالوا وبقي أثرهم؛

– وِحّدت مع مصر في الجمهورية العربية المتحدة، ٢٢ شباط ١٩٥٨ حتى ٢٩ أيلول ١٩٦١م، دالت الوحدة وزالت وبقي أثرها؛

– أصابتها لوثة البعث وأضعفتها، ٨ آذار ١٩٦٣م حتى آذار ٢٠١١م انطلاق الثورة السورية ضد السلالة الأسدية وحزب البعث؛

– حررها من النظام الأسدي، دماء وتضحيات ونضال الشعب السوري الثائر، في ٨ كانون الأول ٢٠٢٤م، بعد ثورة دامت ١٣ عام وقرابة ٩ أشهر.

عاشت سورية والسوريون -اهلوها الكرام- بكل ثقافاتهم وتنوعاتهم، اينما حلو وارتحلوا، و بكل جذورهم الحضارية المندمجة عبر مراحل التاريخ المتعاقبة على هذه البقعة الجغرافية.

علي عثمان

باريس في ٦ أيلول ٢٠٢٥م