روسيا اليوم تكتشف العصابات و’سانا’ توزع الخبر -خطيب بدلة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 13 juin 2012

لا شك في أن المؤتمرات الصحفية التي تعقدها وزارةُ الخارجية السورية، على نحو علني، وفي وضح النهار، وبحضور الهابوب والدابوب من المحطات الأرضية، والفضائية، ووكالات الأنباء.. تدلُّ دلالة قاطعة على تطور الأداء الحكومي السوري واعتماده على الصراحة والشفافية ويقطع الشك باليقين على أن السوريين قد دخلوا عصراً سياسياً جديداً!!..

نبدأ من المؤتمر الصحفي الذي عقده الأستاذ جهاد مقدسي، يوم الحادي والثلاثين من أيار (مايو) الماضي، وأظهر فيه (الحقائق الدامغة) المتعلقة بالمجزرة الرهيبة التي وقعت في الحولة،.. ونسارع إلى إبداء اعتراضنا على ذلك الشخص (المُغرض) الذين أطلق على جهاد مقدسي لقب ‘المُناوب’، ونعتبر الشخصَ الآخر الذي علق على اللقب ضاحكاً (ويفتح يوم الجمعة.. وفي الأعياد الرسمية!) إنساناً موتوراً ذا خلفيات معادية للتقدم والتطوير والتحديث في المجتمع السوري..
إن جهاد مقدسي لم يكذب، بل على العكس، لقد تطابقتْ تصريحاتُه وتوضيحاتُه مع ما ذهبتْ إليه الملايينُ المملينة من أبناء الشعب السوري الذين راهنوا، فور الإعلان عن تشكيل لجنة التحقيق الحكومية، على أن نتيجة التحقيق معروفة، سلفاً، وسيكون ملخصُها هو التالي: (قامت العصاباتُ الإجراميةُ المسلحة المدعومة من الخارج بارتكاب مجزرة بشعة في منطقة الحولة التي تتألف من قرى كفرلاها- تلدو- تلدهب، وبطبيعة الحال فإن الجيش العربي السوري، والأمن العربي السوري، والشبيحةُ الذين أصبحوا الآن يُعرفون باسم ‘اللجان الشعبية’ منها براء)..
وإذا كان ثمة مَنْ جلس أمام التلفاز يقلب الفضائيات المتنوعة، بشغف، منتظراً بدء المؤتمر الصحفي، فهو إنما جلس لكي يتأكد من صحة هذا التوقع من جهة، ولكي يعرف – من جهة أخرى – (كيف) نفذت العصاباتُ الإجراميةُ المسلحةُ تلك المجزرة، وهذا ما قدمه الضابط الذي رافق الأستاذ جهاد مقدسي في مؤتمره، إذ حكى عن قصف مدفعي تمهيدي قامت به العصابات، تبعه اقتحامُ المسلحين للمنازل، تلاه ذبح المسلحين للأطفال..
والحقيقة أن معظم المشاهدين كانوا يتوقعون من حضرة الضابط أن يشير إلى مشاركة الطائرات النفاثة القاذفة المقاتلة التابعة للعصابات الإجرامية المسلحة في القصف التمهيدي على الحولة!.. ولكنه، ويا للغرابة، لم يذكر ذلك! (لعله سَهَا، أو نسي، سبحان من لا يسهو ولا ينسى).
ومع أن بعض السوريين، وبعض المراقبين والمحللين السياسيين الدوليين، وهم قلة قليلة، استغربوا الزمن القياسي البالغ اثنتين وسبعين ساعة فقط، الذي تمكنت خلاله الجهاتُ المسؤولة من الوصول إلى (الحقيقة)، بينما لم تصل إلى أية نتيجة بالتحقيق في مجازر درعا، والمسطومة، وحمص، وحماه، وبانياس، والبيضا، وكفرعويد، وتفتناز، وحيان، وعندان، والأتارب،.. فهذا الاستغراب لا يؤدي إلى إدانة الجهات المعنية، لأن التحقيق في مجزرة الحولة بالذات كان سهلاً جداً، بدليل أن الخارجية الروسية عرفتْ، وأعلنت ما عرفته على قناة ‘روسيا اليوم’، ثم تلقفته وكالة ‘سانا’ وعممته على كل البشر، ومن دون أن تقوم بأي تحقيق، أن العصابات التي تدعمها جهات خارجية والتي تسعى إلى إفشال خطة عنان، هي التي ارتكبت المجزرة البشعة!
بقي سؤال واحد يعمل المتشككون على طرحه أمام الرأي العام، كلما لامسَ الكوز الجَرَّة، وهو: لماذا، كلما حدثت حادثة في الداخل السوري، تقوم جهة مسؤولة في وزارة (الخارجية) بعقد مؤتمر صحفي، ولا تقوم جهة مسؤولة في وزارة (الداخلية) بذلك؟
واضح السم الزعاف الذي يضعه أصحابُ هذا السؤال في الدسم، ألا وهو إلماحُهم إلى أن الحكومة السورية تحتقر الداخل السوري، والمواطن السوري، والشعب السوري، وتأنف من توجيه أي خطاب، أو شرح، أو توضيح لهذا الشعب.. بينما يهمها أن تبقى الدول الغربية (وهي نفسها الدول المتآمرة على صمود سوريا) راضية.
لا أخي لا.. إنهم لا يحاولون توضيح مثل هذه الأمور للشعب السوري، لأن هذا الشعب، والحمد لله، ما يزال ملتفاً حول قيادته الحكيمة، وهذا- تقريباً- ملخصُ ما ذهب إليه رأس النظام في حوار مع قناة (روسيا 24) بتاريخ 16 / 5 / 2012، إذ قال إن نجاح تجربة انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.. تدل على أن الشعب السوري حسم أمره في الالتفاف حول القيادة.

سيناتورات البرلمان السوري

بينما كانت ‘الفضائية السورية’ و’الإخبارية السورية’ وقناة ‘الدنيا’، تبث، مباشرة، وقائع الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب، الذي أصبح يعرف لدينا باسم (البرلمان).. حظينا، نحن السوريين، لأول مرة، برؤية أعضاء المجلس الذين انتخبناهم على ‘الغميضة’، ومن دون أن نعرفهم،.. (وقد أصبحوا يعرفون بلقب: السيناتورات).. انتخبناهم، أي نعم، رغم أنهار الدماء التي تجري على أراضينا، لأننا تلقينا توجيهات قيادتنا بذلك، أو بالأصح أننا تركنا لقيادتنا حرية تعيينهم في المجلس دون الرجوع إلينا، فهؤلاء سَيَعْمَلون، كما جاء في نص القَسَم الذي رددوه أمامنا واحداً واحداً، على تحقيق الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، وسوف يصونون وحدة التراب السوري، وسوف يفعلون من أجلنا الأعاجيب… ولئن كان أحد هؤلاء الأعضاء قد ترك عمله في تجارة الحشيش، وتخلى آخر عن عمله في تنظيم قطعان اللجان الشعبية (الشبيحة سابقاً) في مدينته، وأوقف ثالث نشاطاته في غسيل الأموال.. وأتوا إلى المجلس، فهذا يدل على استعدادهم للتضحية في سبيل القضية المركزية،.. مع أن أحد المشاهدين أراد أن يقلل من شأن أحد السيناتورات، فحلف يميناً معظماً على أنه غير قادر على تخيل الطريقة التي سيعمل بموجبها لتحقيق الوحدة العربية!

سيناتورٌ مُتَدَمَقْرِطٌ

نعم، لقد دخلنا، نحن السوريين، وأؤكد لكم أننا دخلنا، في عصر سياسي جديد، بدليل ما يلي:
أولاً- لقد وقف أحد السيناتورات المنتخبين، فور انتخاب السيد محمد جهاد اللحام رئيساً للبرلمان بأغلبية ساحقة (225 من 250 مع وجود عشر ورقات لاغية).. وقال: هذا الذي حصل عيب يا شباب، ويذكرني بالسنوات السالفة حينما كنتُ عضواً في ما كان يسمى ‘مجلس الشعب’، حيث كان يأتي التوجيه من القيادة بانتخاب فلان وعلان، فنكون نحن الأعضاء مُرغمين على انتخابهم دون أي خيارات ديمقراطية.. ثم أعطى واجهته للكاميرا مزهواً بما حقق من اعتراض ديمقراطي..
وبعدما انتهت الجلسة وعاد السيناتور المذكور إلى مدينته.. همس له أحد أصحابه: لماذا زعلتَ، واعتبرتَ هذا الأمر عيباً، ولم تزعل حينما كنا نحن أبناءَ الشعب نعرف أسماء المرشحين الذين سينجحون، وأنت كنت واحداً منهم؟
فسكت، وأسقط في يده.
ثانياً- بناء على البند (أولاً) يمكن القول بأننا، نحن السوريين، لم نتفوق على غيرنا في مجال السياسة فقط، بل إننا حققنا فتحاً كبيراً في المجال (الجيوسياسي الطبي)، فالأطباء المختصين بالأمراض النسائية يعرفون جنس المولود القادم من خلال الإيكوجراف، ونحن نعرف أسماء سيناتورات مجلس الشعب من خلال القائمة الوطنية التي ارتفع نصيب حزب البعث فيها من 66 بالمئة إلى ثمانين بالمئة بعد صدور الدستور الجديد وإلغاء المادة الثامنة التي كانت تطلق يد حزب البعث في الدولة والمجتمع.
شؤون رياضية
سأنقل لحضراتكم النص الحرفي لخبر رياضي سوري..
صرح العميد موفق جمعة رئيس اللجنة الأولمبية السورية للصحفيين بأن سوريا ستشارك في الأولمبياد لتعكس إرادة شعبها، ولتظهر دعمها الثابت لقيادة البلاد وجيشها اللذين يواجهان ‘مؤامرة شرسة.’
وكانت تصريحات اللواء جمعة قد أرسلت بالفاكس إلى وكالة أسوشيتيد برس الأربعاء.
وكان نائب رئيس الوزراء البريطاني نِك كليغ قد أبلغ بي بي سي هذا الأسبوع بأن أعضاء الوفد السوري الذين لهم صلات بنظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يسمح لهم بدخول بريطانيا.
وقال جمعة لبي بي سي العربية: إن ‘سلطة إي دولة مضيفة مقصورة على التنظيم وتقديم كل التسهيلات الممكنة للرياضيين المشاركين’.
وأضاف ‘اذا قررت الحكومة البريطانية منع مَنْ على صلة بالنظام وبالرئيس بشار الاسد، أقول لكم مقدماً إن عليهم منع كل المواطنين السوريين، لأننا جميعا نؤيد الرئيس الاسد ونؤيد سوريا’.
(صورة طبق الأصل)

كاتب سوري ما يزال يعيش في سورية

http://www.alquds.co.uk/scripts/print.asp?fname=data\2012\06\06-12\12qpt997.htm