متى وكيف يسقط بشار الأسد ؟ – ياسر أبو هلالة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 21 septembre 2012

 لو أن النظام السوري لا يستند إلى الدعم الخارجي إيرانيا وروسيا، ولو أن الإسرائيليين لم يضعوا فيتو على إسقاطه لانتهى خلال شهور كما غيره من أنظمة استبدادية في تونس ومصر وليبيا واليمن. فالثورة السورية قدمت أضعاف تضحيات دول الربيع العربي. فنقاط التظاهر لم تترك شبرا في الأرض السورية، وما من محافظة إلا وقدمت فاتورة الدم. وعندما تسلحت الثورة ضربت في عقر النظام واصطادت رؤوسه ولم يقف أمامها مقر أمني ولا كتيبة ولا مطار. بشار لم يعد رئيسا بنظر شعبه، ولا بنظر العالم، لم يعد قادرا حتى على المشاركة في قمة في طهران التي قد تكون ملاذه الأخير.
الثورة السورية في كل يوم تحقق تقدما على حساب النظام. وحلفاؤه في إيران وروسيا يحاولون بيعه بأعلى سعر ممكن. وكل تسوية سياسية اليوم تبدأ بإطاحة بشار. ما يهم إيران وروسيا هو ضمان مصالحهما الاستراتيجية بعد سقوطه. وإيران تحديدا قادرة في أي لحظة على إطاحته إن ضمنت البديل. ومشكلة البلدين أن نهاية النظام السوري هي نهاية وجودهما في الشرق الأوسط. وقد تحولا مع الوقت إلى عدوين للشعب السوري.
الشعب السوري لا يخوض حربا ضد نظام استبدادي، إنه يقاتل على جبهات دولية. والصامدون في حلب، وغيرها، لا يقاتلون جيشا مهترئا وإنما يقاتلون جيشا مدعوما بأحدث الأسلحة والخبرات الروسية والإيرانية. وصمودهم إلى اليوم هو هزيمة ثلاثية لقوة استبدادية وقوتين احتلاليتين. لكن بين قوة شعب ثائر وقوة ائتلاف دولي نتج وضع قائم يمنع، حتى الآن، أي طرف من حسم المعركة.
في الشهور المقبلة لن يبقى الوضع القائم. وبدون تدخل دولي عسكري يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد الثورة السورية. يدرك النظام أن رفع الفيتو الأميركي عن السلاح النوعي، أي مضادات الطيران والدروع، يعني هزيمة محققة له.
الفيتو الأميركي السري هو المؤامرة الدولية على سورية وليس الفيتو الروسي العلني. وهو الذي يطيل عمر المعركة بمنع دخول السلاح النوعي. يرجع الفيتو الأميركي إلى ثلاثة عوامل، أولها الخوف على أمن إسرائيل، فوصول السلاح النوعي إلى يد الثوار يعني استخدامه ضد الجيش الإسرائيلي. ثانيهما القاعدة التي ستستخدم هذا السلاح ضد المصالح الأميركية عسكرية ومدنية. العامل الثالث، أن مصلحة إسرائيل والغرب إطالة أمد الحرب حتى تخرج سورية منهكة وغير قادرة على لعب دور في الصراع العربي الإسرائيلي. وذلك كله مرتبط بالانتخابات الأميركية التي يلعب اللوبي الصهيوني دورا حاسما فيها. وهو لوبي ظل يقف مع بشار الأسد باعتباره أهون الشرين.
في الشهور المقبلة، قبيل وأثناء الانتخابات الأميركية، يتوقع تغير درامتيكي في الموقف الأميركي، يتمثل في رفع الفيتو عن السلاح النوعي. وللأسف يكون هذا بعد أن قضى نحو خمسين ألف سوري، وبعد تدمير قدرات الدولة السورية عسكريا ومدنيا. إيران وروسيا ستخوضان معركة سياسية بعد الهزيمة العسكرية من أجل الاحتفاظ بنفوذ ممكن بعد الأسد، وهذا ما يبدو مستبعدا. في الأثناء ستفرض بالقوة مناطق آمنة، لن يستطيع الطيران السوري النظامي ولا المدرعات النظامية الوصول إلى المناطق الآمنة، وهو ما سيسمح بانشقاقات عمودية في الجيش.
عندما تشاهد الطائرات تهوي بأعداد كبيرة، والمدرعات تدمر بقذيفة حرارية واحدة، فإن بشار سيفكر جديا بخروج آمن إلى طهران أو موسكو. قبل ذلك سيستخدم كل ذخيرة سلاح الجو والمدرعات والمدفعية في إبادة شعبه ومستعد للبقاء وحيدا في شرفة قصره يراقب الدخان المتصاعد من دمشق، التي لم يشعر يوما أنها عاصمته أو مدينته.

http://www.alghad.com/index.php/afkar_wamawaqef2/article/30690/%D9%85%D8%AA%D9%89-%D9%88%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AF-%D8%9F.html