مجالس الإدارة المحلية في سوريا – مانيا الخطيب

Article  •  Publié sur Souria Houria le 19 décembre 2012

بعد التظاهر السلمي وأشكال الاحتجاج الأكثر جمالاً من لافتات، غناء، صحافة ثورية وغيرها
وبعد تجربة الجيش الحر الذي ولد من رحم الثورة، وذهبت الثورة إلى اتجاه قسري نحو التسلح الجزئي.
نأتي بعد كل ذلك، وبالتزامن معه إلى واحدة من أهم التجارب التي بدأها السوريون، والمعبرة عن أولى النتائج الملموسة الواقعية للتحرر من العبودية، والتحلي بما يحمله ذلك من مسؤولية بالغة الدقة، والتي ينجح فيها السوريون إلى درجة التفوق رغم مأساوية الأوضاع وفظاعاتها – وهي تجربة المجالس المحلية.
أريد أن أورد بعض الأمور حولها،
– العمود الفقري لها هو روح التطوع والمبادرة والتضحية.
– من اسمها وتركيبها اللغوي: « محلية » يعني، أنها حصرياُ لأولئك الذين على الأرض، ممن يعيشون تفاصيل وظروف الحياة اليومية، والقادرون على المساهمة والتأثير، ورغم بديهية الفكرة إلا أن هذه التجربة الفريدة تجذب مرة أخرى من يريد أن يلمع صورته ويزين عباءته على حساب معاناة الناس، ولذلك تجد ممن لا يعيش في سوريا، ومع ذلك يقول أنه « قائد » هذا المجلس المحلي أو ذاك!! ويتحفنا بهذا النشاز البغيض.
– يقوم بالمقابل أصحاب المبادرة، سواء من يعيش داخل أم خارج سوريا، بالتواصل مع الناس ومع تفاصيل تجاربهم، ويشكلون قاعدة بيانات ثمينة تحتوي على تجارب وخبرات وتفاصيل يحتاجها كل إنسان سوري، ينتظر أن تُدار أمور حياته من قبل المتطوعين لتقديم خدمات التعليم، الطبابة، إلى غيرها من الخدمات الأساسية وأولها الحصول على الغذاء، والكساء، والمأوى لمن تحطمت منازلهم في حرب الإبادة المسعورة التي يشنها نظام الفساد والإجرام على الشعب السوري.
– لن يغفر الشعب السوري لمن يعتبر هذه القواعد والدعائم البشرية التي تنمو تتكون في أعماق المأساة وعلى أصوات القصف الدائم، والإبادة الجماعية، أنها مادة انتخابية لهذا الحزب أو تلك الإيديولجية، ربما يصمت الناس مؤقتاً على مضض ومرارة، على هذه التصرفات الأنانية والانتهازية التي أخرت النصر، ورغم يظن الطرف الآخر أنه ينجح في شراء الولاءات….. لكن الناس بذكائهم الفطري، يدركون أن الثورة تتابع عملية الفرز الددقيقة التي بدأتها من أول لحظة بدأ فيه هذا الاستحقاق التاريخي .. ويعلمون أن الثورة مثلما تقتلع النظام العفن من جذوره السامة، تكنس الانتهازيين أيضاً من طريق العبور إلى الحرية.