مقابله برهان غليون مع وال ستريت جورنال – جزء 1

Article  •  Publié sur Souria Houria le 5 décembre 2011

برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، الجماعة الرئيسية للمعارضة السورية، تكلم مع جريدة وال ستريت جورنال في بيته في جنوب باريس. أدناه نسخة محررة للمقابلة

وال ستريت جورال: هل تشعر، على رغم الانتقادات أنه لم يتم تنظيم المعارضة السورية بنفس سرعة الليبين، بأنه هناك تراكم الزخم للاعتراف الدولي للمجلس الوطني السوري؟

برهان غليون: يكون المجلس الوطني السوري لاعبا مهما جدا بتشكيل رأى العالم وسياسته على كيف التعامل مع قضية سوريا. نحن نناقش مستمرا مع أصدقائنا وهم يستشيروننا ويطلبون منا رأينا على كل قرار يتخذونه بالنسبة لسوريا.

اتفقنا مع جامعة الدول العربية على تضمن أجزاء إضافية من المعارضة. أعتقد أن المجلس الوطني السوري قد حقق بعض الانجازات المهمة في الشهرين الماضين وقد شجع وجود المجلس الدول العربية والدولية أن تخطط سياسية جادة لتوقف القتال في سوريا ولوضع حد للنظام.

أشعر بأنه هناك تسارع جاد للأحداث نحو سوربا والإجراءات التي تمت اتخاذها تضع النظام السوري بموضع نظام ساقط، نظام يستحيل مساندة وجوده. نطلب من أصدقائنا في أوروبا والعالم أن يصلوا إلى نقطة توضح للجمهور في سوريا أنه لم يوجد أي عزم باحتفاظ الأسد في السلطة.

وال ستريت جورال: لماذا لم تعترف أية حكومات رسمية بالمجلس كحكومة بديلة لدمشق؟

برهان غليون: توجد قضايا قانونية معقدة تحتاج حلها. يقولون لنا أن الوضع في ليبيا كان مختلفا لأن كان لدي الليبيين أرض وجيش وحكم. يتعرفون بنا سياسيا كممثل المعارضة السورية ولكن لم يتعرفوا بنا كالبديل الشرعي بعد، وإلا عليهم أن يقطعوا الطريق لاية علاقات مع النظام.

وال ستريت جورال: هل تشكلون أنفسكم على الثوار اليبيين؟

برهان غليون: نعتقد أن الوضع السوري مختلف تماما عن الوضع الليبي. لا نزال نعتقد أننا نستطيع أن نعول على وكالات الدولة والوزارات ووظائفها وموظفيننا.

وال ستريت جورال: كيف المجلس الوطني السوري يمول عملياته؟

برهان غليون: حتى الآن فالمجلس ممول بتبرعات من رجال أعمال سوريين كرماء وتم تعهد بعض الدول العربية بمساعدة. نحن مفتوحون لإقبال التبرعات من بينها الليبين مثلا ولكنه ليس لديهم السيولة حاليا ولكنهم تعهدوا بها. حتى اعتبار التبرعات من داخل سوريا فحوالي 90% من رجال أعمال.

وال ستريت جورال: بماذا تطلبون من الحكومات الدولية؟

برهان غليون: طلبنا منها لعقوبات إقتصادية وتعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتركية والغرب. طلبنا الدعم من هذه الدول في مجلس الأمن للأمم المتحدة وطلبت من لادي أشتون تشكيل صندوق مال لتأييد الشعب السوري أجابت أن هذا شأنا مهما وسيتم مناقشته.

طلبنا منهم أن يرسلوا رسالة إلى النظام بإنذارات أن ليس هناك بدا وطلبنا لتطبيق ضغط على روسيا والصين لاستفادة جميع الإجراءات لحماية المدنيين وهذا لماذا وزير الخارجية الفرنسة دعو إلى ممر إنساني.

وال ستريت جورال: دعوت بصراحة إلى حماية المدنيين في سوريا. هل تستطيع ان توضح أي اقتراحات على الطاولة وحتى أين وصلت؟

برهان غليون: العائق الرئيسي هو مجلس الأمن – حق النقض لروسيا وللصين.كل اقتراحات طرق لتجنب أو لإهمال النقض وإيجاد سبيل لحماية المدنيين.هدفنا الرئيسي هو إيجاد أساليب لحماية المدنيين وتوقف آلة القتل. إذا استطاع ممر إنساني أن ينجز هذا فهو مهم. نعتقد أن استخدام هذه الأساليب جماعيا سيساعد بإضعاف النظام.

وال ستريت جورال: كيف يستطاع أن يتم تنفيذ ممر أو منطقة عازلة بدون قرار مجلس الأمن؟ هل كل السيناريوهات تستلزم تدخل أجنبي؟

برهان غليون: نقول إنه أساسي أن يستخدم إجراءات قوية لانقلاب النظام. هذا مختلف عن تدخل عسكري منظم مثلما حدث في العراق لتغيير النظام. نعول على السوريين لإسقاط النظام ونريد المجتمع الدولي أن يقف اضطهاد الشعب السوري.

وال ستريت جورال: أية سناريوهات الأكثر قابلة للتطبيق الآن؟

برهان غليون: هذه الإجراءات التي يجب مناقشتها جماعيا في المجتمع الدولي بين الدول العربية والاوروبيين والولايات المتحدة. ترتبط الاختيارات إلى كفاءات الدول التي راغبة في مساعدة الشعب السوري. سيتبادل المجلس الآراء مع كل الأطراف – جماعة الدول العربية والدول الغربية وتركية – لإدراك إية أساليب تكون الأكثر قابلة للتطبيق وتستطيع أن تخدم أحسن حاجات الشعب السوري.

لم توجد خطة متطورة بعد. هناك اختيارات مقدمة على الساحة الدولية ونناقشها مع أصدقائنا ولكن لا شيء تم قراره حتى الآن على الساحة الإقليمية أو الدولية.

وال ستريت جورال: يبدو أن المحادثات حول حماية المدنيين واخياريات التدخل الأخرى تسارعت مؤخرا خلال الأسبوع الأخير من وزير الخارجية الفرنسي وأخرين. هل تسارعت المحادثات وإلى أين تتزعم؟

برهان غليون: نعم هناك تسارع كبير. نحن على الاتصال مع أصدقائنا وسنلتقي بوزير الخارجية التركي الذي يفكر عن ذلك مع الأوروبيين لمناقشة التطورات بما يسمي بمنطقة حظر الطيران. ليس لدينا معلومات كافية عن هذه المناقشات الكثيرة بين الأطراف التي تجري عن الوضع السوري بين العرب وتركية والغرب.

وال ستريت جورال: هل هناك أكثر تهديدات كاقتراحات مخططة بهذه اللحظة؟

برهان غليون: لا تزال تفاوضات هذه الشؤون ولكن التهديدات تطور أحيانا إلى خطط.

وال ستريت جورال: هل منطقة حظر الطيران قرار ممكن من مناقشاتكم في الأشابيع الماضية، كما تستمر هذه المحادثات؟

برهان غليون: يتعلق القرار بكبح استخدام روسيا نقضها. ضامن روسيا عدم استخدام نقضها يكون عدم التدخل الأجنب. تكون القضية الآن شأن تفاوضات طويلة: كيف اقتناع روسيا أن تشارك بنوع ما من التدخل الذي لن يتحول إلى تدخل عسكري بنموذج ليبيا. من الضروري أن تقدم الحالة لهذا التدخل ان يكون داخل إطار حماية المدنيين ويخلق الأوضاع الضرورية للسوريين أنفسهم أن يقرروا ولا يتم القرار نيابة عنهم.

وال ستريت جورال: هل أشار الروسيون إلى تغير في موقفهم؟

برهان غليون: التقينا معهم من عشرة أيام وأعتقد أن الموقف الروسي تطور نسبيا وسيظل يتطور. قنعنا الروسيين بأننا لا نريد أن تورط سوريا بتدخل عسكري كاملة وأننا نريد أن تشارك روسيا بكل قرارات حول التدخل الإنساني إذا خافت من التهميش. طلبنا منهم أن يشاركوا بإطار قرار مجلس الأمن الذي يدرأ تدخل الناتو في سوريا.

هذا ما قلته لروسيين: جئنا هنا لدرء التدخل الأجنبي لا لجعله شرعيا وإذا أردنا التدخل العسكري فلم نأت إلى روسيا. جئنا إلى روسيا للضغط على أصدقائكم في سوريا ليصل على حل مفاوض وسلمي.

لا تعني المفاوضة تسوية أو محادثات مع النظام: هي مفاوضة على انتقال السلطة. هذه مفاوضات مع النظام نحو الحكومة التي تتمثل الشعب وليست تسوية مع النظام.

وال ستريت جورال: ما إمكانيات نجاح انتقال مفاوض من حكم الأسد؟

برهان غليون: أعتقد أن جماعة الدول العربية أعطت فرصة أخيرة لحل مفاوض. للأسف رفض النظام هذا وأغلق الباب على حل مفاوض في الوقت الحالي. نحن من بين مجموعة مكتلفة من الاختيارات اليوم.

وال ستريت جورال: هل تم تقديم اللجوء السياسي إلى بشار الأسد؟

برهان غليون: حصل الأسد على عدة تقديمات اللجوء السياسي وقدمت جامعة الدول العربية وتركية إلى الأسد أن تساعده بإيجاد مأوى آمن. من الواضح انه يريد ان يواصل وأعتقد أنه ليس ناضج وليس لديه فهم للواقع إنه متوهم.

وال ستريت جورال: التقيت هذا الأسبوع مع قيادة الجيش السوري الحر، هل قررت أن تؤيد الجيش المنشق وما نوع التعاون بين المجموعات؟

برهان غليون: ذهبنا إلى هناك لهدفين: لتنسيق خططه مع المجلس لتحقيق استراتيجية المجلس واستراتيجية الثورة السلمية. قلنا لهم أننا نريدهم أن يركزوا عملياتهم على حماية المدنيين ولا يقوموا بهجومات عدوانية على القوات المسلحة وقلنا لهم إن العمليات العدوانية تستطيع ان تؤدي إلى جيشين في البلاد ويدفعنا إلى الحرب الأهلية ولكن الدفاع عن المدنيين الأبرياء واجب هؤلاء الجنود المنشقين.

كان هدفنا الثاني مساعدة الجيش بتنظيم كل القوات التي تحمل أسلحة في المدن لتجنب إمكانية عناصر مسلحة لا نتحكم فيها. لا نريد، بعد إسقاط نظام سوريا، ميليشيات مسلحة خارجة تحكم الدولة. أكدوا لنا أنهم سينفذون اتفاقنا ويلتزمون بطلبنا ألا يطلقوا أي عملية عدوانية. أكدوا لنا أيضا أن ما حدث مؤخرا (هجومات مزعومة على قوات النظام) من الممكن أن تم تنفيذها بيد مجموعات مختلفة. سنحقق في هذا.

دعونا أن نكون واضحين: لا توجد جماعات سلفية مسلحة في سوريا. هؤلاء الذين يحملون أسلحة أغلبيةً أعضاء الجيش المنشق. الجماعات المسلحة جنود منشقون ولكن ليست كلها منظمة. بعدما انشقوا كثيرا ما يختفون إلى مناطق مختلفة عندما يكافحون من أجل أمنهم. يحتاجون إلى رواتب وضمانات حمايتهم ويحتاجون إلى الرزق. ذلك الطريق سيجمع كل شخص.

وال ستريت جورال: هل تساعد بتمويل أو تسليح الجيش السوري الحر؟

برهان غليون: لم يكن هناك أي تسليح الجيش السوري الحرهم ينشقون بأسلحتمهم الخفيفة. إذا أرادوا أسلحة وإذا هي لحماية أنفسهم فنعم ولكننا منظمة سياسية ولن نورط في تسيح الجيش السوري الحر على رغم من الحقيقة أننا نعترف باحتاجهم بحماية المدنيين وأنفسهم.

وال ستريت جورال: كيف تم تشكيل المجلس الوطني السوري وهل يستطيع أن يوسّع أساسه؟

برهان غليون: تم تشكيل المجلس كائتلاف بين سبع جماعت سياسية مختلفة. قدمت هذه الجماعات أسماء الأشخاص الذين يمثلونهم. التمثيل بهذا الطريق لا يتمثل على نحو ملائم النساء وبعض الأقليات. نبذل الآن وناقشنا في اجتماعنا الأخير لانفتاح المجلس لقوات سياسية جديدة وشخصيات لتحسين مشاركة الأقليات والنساء.

نعي أهمية الأقيات، حتى إلى ما بعد متناسبا، لتخفيف مخاوفها. نعتقد أنها من المفروض انها ممثلة زائدة في المجلس الوطني السوري فهي مقتنعة بأنها شركاء في الحياة المستقبلية لسوريا. لدى السوريين هوية وطنية وراء التقسيم الطائفي.  ستكون هوية سوريا الوطتية أضعف وأفقر لو ليس لديها هذه التعددية الجميلة بين العرب والأكراد والطوائف.

كان الأكراد شركاءا من البداية ولكن المشكلة باختيار ممثلين للحركات الكردية. هناك أكثر من 33 أحزاب كردية وكان من الصعب لهم أن يختاروا أربعة أسماء ونفهم لماذا. لم يختاروا أن يكونوا ممثلين في ائتلافات ولكن يملك كراسيهم خاصتهم الآن عندنا كثير من المنصبين على الصعيد الكردي لهذه ربعة كراسي.