تكريم ألماني – فرنسي للناشط الحقوقي السوري، المحامي أكرم البني
Du 10 Au 10 décembre 2018
منح جائزة حقوق الانسان الالمانية الفرنسية لناشط حقوق الإنسان في سوريا انور البني يوم الاثنين ١٠ كانون اول بمبنى وزارة الخارجية ببرلين.
وزير الدولة بوزارة الخارجية لشئون الشرق الاوسط نيلس آنين والسفيرة الفرنسية ببرلين .
مبروك
الكلمة التي ألقاها الأستاذ أنور البني بحفل تسليم الجائزة :
أتوجه بالشكر العميق لوزارة خارجية ألمانيا ولوزارة خارجية فرنسا. أولا على تخصيص جائزة لحقوق الإنسان وسيادة القانون ومنحها لخمسة عشر ناشطا من كل أنحاء العالم وثانيا لاختياري بين المكرمين هذه السنة ,
وأتوجه بالتهنئة لكل الناشطين الذين منحوا هذا التكريم أينما كانوا وهم حتما يواجهون أوضاعا صعبة وخطيرة على حياتهم وحريتهم في مناطق لا احترام فيها لحقوق الإنسان ولا سيادة للقانون
وأتوجه بالتحية لكل نشطاء حقوق الإنسان في العالم , لأن هذا التكريم لا يقصدنا كأشخاص قدر ما يقصد به تكريم أفكار/مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون وكل من يعمل من أجلها ,
إن حقوق الإنسان هو مبدأ عالمي كفكرة وكعمل ,ولا يمكن التقدم بها بأي منطقة بالعالم بمعزل عن تقدمها في بقية العالم حتى في البلدان التي تحترم فيها حقوق الإنسان , حيث لا يمكن الاحتفاظ بهذا الاحترام إذا لم يرتبط بإيمانهم أن حقوق الإنسان لا تتجزأ ويجب أن يتمتع بها كل إنسان أينما كان , وأعتقد أن منح هذه الجائزة من أكبر دولتين أوروبيتين تحترم فيها حقوق الإنسان لنشطاء حقوق إنسان في دول لا يحترم فيها الإنسان ولا حقوقه هو خطوة مهمة لتكريس التلاحم بالعمل كما التلاحم بالفكرة/بالمبادئ .
على صعيد سوريا التي أنتمي إليها فإن وضع أسمي بين المكرمين بهذه الجائزة هو وضع اسم سوريا التي تعاني ويعاني شعبها منذ سنين طويلة أشد ظروف انتهاكات حقوق الإنسان وانعدام مطلق لسيادة القانون , هو تكريم وتذكير بملايين السوريين ضحايا لانتهاك حقهم بالحياة وحقهم بالحرية وحقهم بالكرامة وحقهم بالأرض والوطن ,
إن هذا التكريم هو صوت آخر صرخات المعتقلين الذين سربت صور أجسادهم عبر ملف قيصر
إنه أنين المعتقلين الذين مازالوا في ظلام الزنازين والمعتقلات يأملون أن يروا النور قريبا
إنه نداءات الأطفال تحت انقاض البراميل المتفجرة
وصرخات النساء يتعرضن لكل أشكال العنف الجنسي
إنه صوت شعب طمح للكرامة والحرية والعيش كباقي العالم المتحضر ولم يجد من يسنده ويدعمه
هو تكريم لآلاف نشطاء حقوق الإنسان الذين ضحوا وعملوا ودفعوا حياتهم أو حريتهم ثمنا لهذا الإيمان , وهنا لا بد لي أن أذكر صديقي وزميلي المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي خليل معتوق المعتقل والمغيب قسريا في معتقلات النظام الاستبدادي الظلامي منذ ست سنوات مع عشرات الألوف من المعتقلين ,وأذكر من زملائي الصديقة المحامية رزان زيتونة والمحامي ناظم حمادي ورفاقهم المختطفين منذ أربع سنوات من قبل المتطرفين, والمحامي عبد الله خليل من قبل داعش والمحامي ياسر السليم في الرقة من قبل النصرة وكثيرون كثيرون وأخيرا اغتيال الناشطين رائد فارس وحميد جنيد منذ أيام في كفر نبل من قبل قوى الظلام و رجاؤنا ان يكونا اخر الضحايا ,
سلسلة طويلة جدا لا يتسع المجال هنا لذكرهم جميعا , تحية لهم ولذكراهم وننحني جميعا أمام تضحياتهم .
إن منح الجائزة هذه السنة لسوري عمل ويعمل من أجل تحقيق العدالة وملاحقة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية ومنتهكي حقوق الإنسان , ومن قبل وزيري خارجية أول دولتين تصديتا بشكل حقيقي لمسألة الإفلات من العقاب ومحاسبة المجرمين , وحمل قضاؤها عبئ ثقيلا بالنظر بهذه الجرائم وإصدرا مذكرات توقيف مؤخرا بحق عتاة
المجرمين, أعتبره رسالة دعم لعمل العدالة ومنع الإفلات من العقاب في سوريا ورسالة هامة ليس لنا كسوريين فقط وإنما لفكرة العدالة وحقوق الإنسان وسيادة القانون بالعالم ,
إن تحقيق العدالة ليس معاقبة المجرمين فقط بل لردع الآخرين أن يرتكبوا الجرائم لذلك هي رسالة هامة لكل المرتكبين مهما كانوا وأينما كانوا بأي مكان في العالم وتحت أي عنوان بأن زمن الحصانة والإفلات من العقاب انتهى وسيواجه الجميع عواقب جرائمهم , ولا مكان آمن لهم في أي مكان ولا تحت أي وضع ,
إن تحقيق العدالة أمل لملايين اللاجئين السوريين في بلدان العالم كي يعودوا إلى وطن آمن لا يحكمه مجرمون بل يحكمه القانون ومبادئ حقوق الإنسان,
إنه رسالة دعم لمكافحة الإرهاب الذي عانينا منه نحن السوريين أكثر من كل شعوب العالم , إرهاب الدولة وإرهاب التنظيمات المتطرفة , الذي لا يمكن التخلص منه بالحلول العسكرية فقط وإنما بمنح العدالة للضحايا وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان بما يعطي مساحة لتحصيل حقوقهم بالطرق السلمية وليس أن يرتكوا نهباً لليأس والإحباط وبيئة ممتازة للأفكار والتنظيمات المتطرفة .
هي رسالة تدعم إيماننا بأنه لا سلام في سوريا أو أي مكان من دون عدالة ,وأن لا دور للمجرمين أبدا في مستقبل سوريا ولا في أي عملية سياسية أو انتقالية , بل مكانهم الطبيعي وهو مواجهة العدالة,
أشكركم جميعا مجددا وأشكر حضوركم الذي غمرني بالدفء ويشكل دافعا كبيرا لي ولجميع المؤمنين بحقوق الإنسان للاستمرار والمتابعة .
وأشكر عائلتي الذين لولا صبرهم وتحملهم لما استمريت